فكتب إليه :
عصمنا الله وإياك من الفتنة ، الكلام في القرآن بدعة يشترك فيها السائل والمجيب ، تعاطى السائل ما ليس له ، وتكلف المجيب ما ليس عليه. ولا نعلم خالقا إلّا الله ، وما سواه مخلوق إلّا القرآن ، فإنه كلام الله](١).
[قال أبو بكر الخطيب](٢) :
[أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا إبراهيم الختلي ، حدثنا أبو يعقوب ـ يعني ابن أخي معروف الكرخي قال : أخبرني من أثق به من إخواننا قال : رأيت في المنام كأن أبي التقم يدي اليمني فقال لي (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ) منهم ابن أبي دؤاد (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) قال : إسحاق. وحدثني أبو عبد الله البراثي ـ صديقنا وكان من الأبدال ـ قال رأيت قبل دخول الناس بغداد كأن قائلا يقول لي : ما علمت ما فعل الله بابن أبي دؤاد؟ حسر لسانه فأخرسه ، وجعله للناس آية.
قرأت على محمد بن الحسين القطان عن دعلج بن أحمد عن أحمد بن علي الأبار ، حدثنا الحسن بن الصباح قال : سمعت خالد بن خداش قال : رأيت في المنام كأن آتيا أتاني بطبق فقال : اقرأه فقرأت ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ابن أبي دؤاد يريد أن يمتحن الناس فمن قال : القرآن كلام الله كسي خاتما من ذهب فصه ياقوتة حمراء ، وأدخله الله الجنة وغفر له ، أو قال : غفر له ، ومن قال : القرآن مخلوق جعلت يمينه يمين قرد ، فعاش بعد ذلك يوما أو يومين ثم يصير إلى النار](٣).
[قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : سمعت بشر بن الوليد يقول :
استتيب ابن أبي دؤاد من القرآن مخلوق في ليلة ثلاث مرات. يتوب ثم يرجع](٤).
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ الإسلام (٢٣١ ـ ٢٤٠) ص ٤٣ وتاريخ بغداد ٤ / ١٥١.
(٢) زيادة للإيضاح.
(٣) الأخبار استدركت بين معكوفتين عن تاريخ بغداد ٤ / ١٤٢.
(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ الإسلام (٢٣١ ـ ٢٤٠) ص ٤٥.