أم أنه قد أشفق على أبي بكر أن يرزأه شيئا من ماله؟! ..
أم أنه وجد في هذا المال شبهة ، فأراد أن يتحرز من الارتطام بها؟!
أم أن للقضية منحى آخر ، لا بد من صرف النظر عن إظهاره ، والتدقيق في البحث عنه؟! ..
لا ندري ، غير أننا نقول :
إننا لسنا بحاجة إلى أن ننتظر المزيد من الدلالات والإشارات إلى واقع الأمر لكي ندري!!
هل يجوز أكل لحم الضب؟! :
وحين التقى النبي «صلىاللهعليهوآله» ببني نهد ، ابتاع المسلمون ـ كما زعموا ـ منهم ثلاثة أضبة ، فأكل منها قوم قبل أن يحرموا ، وأما المحرمون ، فسألوا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عنها ، فقال : «كلوا ، فكل صيد البر لكم حلال في الإحرام ، تأكلونه ، إلا ما صدتم ، أو صيد لكم» (١).
ونقول :
أولا : إن الرواية قد صرحت : بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد أباح لهم أن يأكلوا ما سألوه عنه ، معللا ذلك بأن أكل صيد البر حلال في الإحرام ، إلا ما صادوه أو صيد لهم ..
ولكن يجب أن يكون مفهوما : أن في الرواية درجة من الإبهام ، إذ ليس فيها تصريح بما أباح لهم أكله .. بل جاء الجواب في كلامه «صلى الله عليه
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٤.