تدمير موقع الخطر دون سواه ، فعمل على التخلص من خصوص الساعي في تأليب الناس وجمعهم لحرب المسلمين ، وهو ابن رزام نفسه ، أما قومه ، فلم يردهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. لاحتمال أن يكون لهم عذرهم في الانقياد لأسير ، والانخداع بما كان يقدمه لهم من مبررات ..
وهذا في الحقيقة : إحسان من النبي «صلىاللهعليهوآله» إليهم ، وإعطاء الفرصة لهم لإعادة النظر في الأمور بروية وتعقل.
وهذا يدلنا : على أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يكن همه إرسال عصابات القتل ، والسلب ، والنهب في كل اتجاه ، كما ربما يراد الإيحاء به ، أو التسويق له ، بل كان يريد دفع شر الأعداء عن أهل الإسلام ، حينما يتضح له بصورة قاطعة أنهم بصدد تسديد ضربتهم للإسلام والمسلمين.
ب ـ استعمال أسير على خيبر :
وما ذكروه لأسير بن رزام : من أن النبي «صلىاللهعليهوآله» يريد أن يستعمله على خيبر ، غير ظاهر الوجه ، لأن المفروض : أن هذه السرية كانت سنة ست ، أي قبل فتح حصون خيبر بمدة طويلة ، إلا إذا كان المقصود هو استعماله على حصون خيبر ، التي كانت بيد اليهود ، وهم لم يكونوا تحت سيطرة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
بل كان جعله على خيبر يكون من قبيل تحصيل الحاصل ، لأن المفروض حسب زعم الرواية : أن يهود خيبر قد أمّروا أسير بن رزام عليهم بعد قتل ابن أبي الحقيق ، فما معنى هذا العرض؟!
فلعل الصحيح : هو أن هذه السرية قد كانت بعد فتح خيبر ، ويكون