أهل الاختصاص والاجتهاد لإجراء مقارنة بينه وبين الآيات ، والاطلاع على الإجماعات التي قد تكون في حياته ، أو تنشأ بعد وفاته ، ليتم عرض كلامه عليها ، وقياسه عليها!!
٦ ـ وأما ما زعمه هذا القائل : من أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد أخذ برأي أبي بكر أولا ، ثم لما بركت الناقة ، وعلم أنها ممنوعة ترك ذلك ، وتحول إلى أمر الصلح والموادعة.
فهو غير صحيح : فإن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» شاورهم ، وسمع مشورة أبي بكر ، ومشورة المقداد ، ثم قال : امضوا على بركة الله ، فليس في كلامه أية دلالة على ما عقد العزم عليه ، بل بقي متمسكا بقوله : إنه لم يأت لقتال أحد ، بل جاء للعمرة وزيارة البيت ، وقال : «إن قريشا قد نهكتهم الحرب ، وأضرت بهم ، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ، أو يخلو بيني وبين الناس ، وإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا ، وإلا فقد جمّوا الخ ..».
فلماذا ينسب هذا الرجل لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» أمرا لم يكن؟
ولماذا يريد أن يظهر الخطأ والتقلب والاختلاف في مواقف الرسول «صلىاللهعليهوآله» .. من دون أي شاهد أو دليل إلا ما تنسجه يد التعصب لفريق بعينه ، حتى لو أدى ذلك : إلى الاستهانة به «صلىاللهعليهوآله»؟!
عباد بن بشر .. وصلاة الخوف :
وقد تقدم أيضا زعمهم : أن خالدا دنا حتى نظر إلى رسول الله ، فأمر