نقلا عن أبي عبد الله المقداد السيوري : «وكان سبب حبسه (الشهيد) أن وشى به تقي الدين الجبلي أو الخيامي بعد ارتداده وظهور امارة الارتداد منه ، وانه كان عاملا ، ثم بعد وفاة هذا الفاجر ، قام على طريقته شخص اسمه يوسف بن يحيى ، وارتد عن مذهب الإمامية ، وكتب محضرا يشنع فيه على الشيخ شمس الدين محمد بن مكي رحمهالله بأقاويل شنيعة ، ومعتقدات فظيعة ، وأنه كان أفتى بها الشيخ محمد بن مكي رحمهالله وكتب في ذلك المحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ، ممن يقول بالإمامة والتشيع ، وارتدوا عن ذلك ، وكتبوا خطوطهم تعصبا مع ابن يحيى في هذا الشأن ، وكتب في هذا ما ينيف على الألف من أهل السواحل من السنيين ، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت ، وأتوا بالمحضر إلى القاضي عباد بن جماعة بدمشق الخ». وانتهى ذلك بالحكم عليه بالقتل بالسيف فالصلب ، فالرجم ، ثم الاحراق بالنار. ويقول صاحب روضات الجنات (١) «ورأيت في بعض مؤلفات ـ صاحب مقامع الفضل ـ أنه كتب في سبب قتله غيظ ابن جماعة على شيخنا الشهيد المرحوم ، على هذا الوجه أنه جرى بينهما كلام في بعض المسائل ، وكانا متقابلين ، وبينه وبين الشهيد رحمهالله دواة كان يكتب بمدادها ، وكان ابن جماعة كبير الجثة بخلاف الشهيد فإنه كان صغير البدن في الغاية ، فقال ابن جماعة في ضمن المناظرة تحضيرا لجثة جناب الشيخ ، أني أجدها من وراء الدواة ، ولا أفهم ما يكون معناه ، فأجابه الشيخ من غير تأمل وقال له نعم ابن الواحد لا يكون أعظم من هذا ، فخجل ابن جماعة من هذه المقالة كثيرا ، وامتلأ منه غيظا وحقدا إلى أن فعل ما فعل».
ضبط السيد محسن (٢) الإسم «بالمثناة التحتية بعدها ألف ولام مضمومة
__________________
(١) محمد باقر الخوانساري ، روضات الجنات تحق اسد الله اسماعيليان قم ، لا ت.
ترجمة محمد بن مكي رقم الترجمة ٥٩٢ ، ٧ : ٤.
(٢) خطط جبل عامل ص ٢٤١.