ميل وبعض الميل [٥ كلم] من الخيم شرقا بميلة إلى الشمال. جميلة الموقع مبنية على أكمة مرتفعة [٧٦٠ م عن سطح البحر] متجهة إلى الغرب ، ترى منها بحيرة الحولة ـ دون البحر ـ والبحيرة إلى جهة الجنوب الشرقي منها ، وجبل الشيخ إلى الشرق ، ويجري إلى جهة الشرق منها النهر المعروف بالحاصباني ، وعلى مسافة بضع دقائق من الجنوب الغربي منها ، ينبوع ماء غزير زلال ، يسقي أرضين متسعة ، يدور عليه طاحونان. ويشتد فيها البرد في الشتاء لتسلطه عليها من الجهات الأربع ، وخصوصا الريح الشرقية التي تأتيها بزمهرير جبل الشيخ. (قيل ولذلك دعيت أيضا آبل الهواء).
«وفيها نحو ٢٠٠ بيت وعدد سكانها ١٠٠٠ نفس منهم ٧٠٠ روم و ٢٠٠ دروز و ١٠٠ بروتستانت. وبها كنيسة لطائفة الروم ، وكنيسة ومدرسة للبروتستانت ، وخلوة للدروز. ومحصولاتها : الحبوب والحرير والزيتون والعنب ، واهلها أصحاب جد ونشاط في الكد على معاشهم ، وعلى جانب من البساطة وإكرام الضيف ، وبينها وبين صيدا نحو ثماني ساعات (١) ، [٧٠ كلم].
هذا ما جاء عنهم في دائرة المعارف منذ اثنين وخمسين عاما (٢). وتبلغ نفوسها اليوم سبعمائة وأربع وثلاثون نفسا (٣). ولا تعجب من تناقص نفوسها إلى هذا العدد إذا علمت أن الهجرة هي العامل الوحيد لهذا التناقص المستمر فيها ، وفي غيرها من البلاد السورية ، حيث اتسعت فيها مذاهب الإنفاق وضاقت موارد الارتفاق ، ولا سيما هذه الأيام التي تعددت فيها
__________________
(١) بطرس البستاني : دائرة المعارف ١ : ٢٣. مع خلاف بسيط [وأما أهاليها فهم أصحاب ...].
(٢) المقالة نشرت عام ١٩٢٨ م ، أما دائرة المعارف فقد صدرت عام ١٨٧٦ م.
(٣) انظر وديع حنا ، قاموس لبنان مطبعة السلام بيروت ١٩٢٧ ص ١. حيث ذكر نفس التعداد ، وقال «منهم ٤١ موارنة ، ١ سنة ، و ٦ شيعة ، و ٣٨٩ روم و ١٣٨ دروز و ٣٢ كاثوليك و ١٢٩ بروتستانت».