عرّج بجزّين يا مستبعد النجف |
|
ففضل من حلها يا صاح غير خفي |
وعن أبي ذر في (كنوز الذهب في تاريخ حلب) (١) عند كلامه على مدرسة ابن النقيب أنه قال : لما توفي أبو القاسم المذكور رثاه الجمال إبراهيم العاملي فقال :
عرّج بجزين يا مستبعد النجف |
|
ففضل من حلها يا صاح غير خفي |
نور ثوى في ثراها فاستنار به |
|
وأصبح الترب منه معدن الشرف |
فلا تلومن إن خفتم على كبدي |
|
صبرا ولو أنها ذابت من اللهف |
لمثل يومك كان الدمع مدخرا |
|
بالله يا مقلتي سحي ولا تقفي |
لا تحسبن جود دمعي بالبكاء سرفا |
|
بل شح عيني محسوب من السرف |
قال : وهي أكثر من هذه الأبيات.
ولما بلغت هذه الأبيات جمال الدين محمد بن يحيى بن مبارك الحمصي وهو من آكابر أهل مذهبهم ، قال ردا على ناظمها :
أرى تجاوز حد الكفر والسرف |
|
من قاس مقبرة ابن العود بالنجف |
وأكبر عالم نشأ في جزين وبذل قصارى اهتمامه في مدرستها الكبرى وحوّل إليها الرحلة حتى عن مدارس العراق من كثير من الأقطار الإمامية ، الإمام الشهيد أبو عبد الله محمد ابن جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد العاملي الجزيني المستشهد ظلما وعدوانا بوشايات مثيرة للعصبيات المذهبية في ذلك العصر المظلم وبعيد حبسه بقلعة دمشق سنة في عهد دولة بيدمير وسلطنة برقوق ، قتل سنة ٧٨٦ ه / ١٣٨٤ م قتلا بالسيف ثم بالرجم فالاحراق» (٢).
__________________
(١) أعيان الشيعة ٧ : ٢١١.
(٢) الشيخ سليمان ظاهر : جزين وتوابعها. مجلة المعارف العددان ٧ و ٨ السنة الثانية ١٣٨٠ ه / ١٩٦٠ م ص ٢٦ ـ ٢٧.