وهي عبرانية وفيها لغات بفتح الجيم فسكون الباء وبكسرها فسكون ما بعدها وبفتحها ، ومعناها (التل) وهكذا معنى كل ما يشتق منها من جبعا وجبعو وجبعة وجبعون. وهي اسم لمسميات منها (جبع) بنيامين (١) ، وكانت واقعة على التخم الشمالي لسبط بنيامين ، وهي من فلسطين ، ومنها جبع وتلفظ جباع في الشوف ، وجبع هذه تعرف بجباع الحلاوة بألف بعد الجيم.
هي على بضعة أميال [١٠ كلم] من جزين وسبعة أميال [١٦ كلم] من النبطية. وتعرف في تاريخ القرون الأخيرة بجبع الحلاوة. ولعل ذلك للتفرقة بينها وبين جبع الشوف. قال شيخ الربوة : «وجبل جبع كذلك أهله رافضة. وهو جبل عال كثير المياه والكروم والفواكه» (٢). هي من أغزر البلاد العاملية مياها تجمع إلى جمال المناظر الطبيعية ، وموقعها العالي عن سطح البحر بما لا يقل ارتفاعه عن ثلاثة آلاف قدم [٧٧٠ م] رواء البساتين المتدفقة فيها الجداول العذبة وقد فقدت كثيرا من مزاياها الجميلة يوم تحول عنها المصطافون الذين كانوا يؤمّونها في فصل الصيف ، من مختلف البلدان ، وحولهم عنها صعوبة طرقها التي لم تزل على الحالة التي دحا الله عليها الأرض ، ولئن فضلها كثير من مصايف لبنان بتعبيد طرقه ، فلم يفضلها بما اجتمع فيها من الخواص الطبيعية.
ارتفعت أيدي سكانها عن العمل على أرضهم ، فذوت أشجارها ، فقلت ثمارها ، فخف ريعها ، وكادت الحرب العظمى تذهب بالبقية الباقية منها كما ذهبت المجاعة والأوبئة بزهرة شبيبتها بله كهولها وشيوخها وأطفالها ، وكم اسرة فيها انقرضت ودرجت.
وفي طبقات أرضها كثير من المعادن المختلفة كما حقق ذلك غير واحد
__________________
(١) التوراة ، (يشوع ٢١ : ١٧ ، قضاة ٢٠ : ١٠).
(٢) نخبة الدهر ص ٢١١.