شيء من تاريخها : بالإضافة إلى ما ذكره الشيخ سليمان. أن ناصيف النصار هو من عمرها في المائة الحادية عشرة وسكنها ناصيف هو وأخوه محمود المعروف بأبي حمد. وفيها برج من جهة الغرب ينسب إلى أبي حمد ، لأنه هو الذي عمره ، وهو البناء الغربي الذي في جانبيه الشمالي والجنوبي تدوير أقل من باقي الأبراج ، ثم زاد في تعميرها حمد البك بن أبي حمد هذا ، ثم زاد في بنائها علي بك الأسعد لما ولي بعد حمد البك ، وكان معه كالوزير محمد بك بن أبي اسعد الخليل فبنى علي بك في أعاليها من جهة الغرب دورا شاهقة وأواوين لطيفة بديعة ، ثم آل امرهما إلى الخراب.
ومنذ سنة ١٢٨٢ ه ، حين قبض على علي بك وأرسل إلى دمشق ، عينت فيها الحكومة العثمانية مديرا واستمرت كذلك إلى أول الاحتلال بعد الحرب الأولى ١٩١٨ (١).
وقد ذكر تبنين ياقوت في معجمه فقال : «تبنين : بكسر أوله وتسكين ثانيه ، وكسر النون وياء ساكنة ، ونون أخرى : بلد في جبال بني عاملة المطلة على بانياس بين دمشق وصور» (٢).
وذكر ابن عبد الظاهر. في صلح الظاهر بيبرس مع الصليبيين سنة ٦٥٩ ه إجابته لهم : «انكم أخذتم العوض [في أمر الأسارى بالعوض عن زرعين] عنها في الأيام الناصرية ، من مرج عيون ، وقايضتم صاحب تبنين بمواضع ، والمقايضة في أيديكم ...» (٣) وهذا يدل على بقاء تبنين بأيدي المسلمين بعد أن حررها صلاح الدين سنة ٥٨٣ ه.
__________________
(١) خطط جبل عامل ٢٥٢ ، وانظر ادوارد روبنصون : بحث توراتي (مصدر سابق) ١ : ١٦٣ ـ ١٦٦.
(٢) معجم البلدان : ٢ : ١٤.
(٣) محي الدين بن عبد الظاهر : الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر. تحقيق عبد العزيز الخويطر. الرياض ١٩٧٦ م ص ١١٨ ـ ١١٩ ، وعاد وذكر النص ص ١٥١ ـ ١٥٢.