علمي النحو والصرف ، ثم أقفلت تلك المدرسة لأسباب لا مجال لذكرها ، فعاد إلى بلده وعاود الدرس على أستاذه الأول من بعض رفاقه حتى سنة ١٣٠٣ ه. التي قدم فيها النبطية تلبية لدعوة من أهلها السيد محمد آل إبراهيم للتعليم والارشاد ، فلازمه وقرأ عليه شطرا من العلوم العربية وآدابها وطرفا من رسائل ابن سينا وشيئا من الإلهيات وعلوم الكلام وقسما من آمالي الشريف المرتضى ، وكان لهذا الاستاذ الفضل الكبير في إذكاء قريحة سليمان لنظم القريض وممارسة الكتابة وتوجيهه للتجديد وقبول الجديد ، وفي تلك الأيام علا شأن مدرسة بنت جبيل في القسم الجنوبي من جبل عامل لمؤسسها المصلح الكبير الشيخ موسى شرارة ، فارتحل إليها وأقام بها بضعة أشهر ، وعاد في أيام عطلتها ، وكان ذلك آخر عهده بها لوفاة مؤسسها.
وفي سنة ١٣٠٦ ه. جدّد أول أساتذته السيد محمد نور الدين مدرسة آبائه في النبطية الفوقا ، فأقبل عليها الطلاب من كل حدب وصوب ، وانتقل سليمان إليها ودرس فيها على الأستاذ الفاضل الشيخ جواد آل السبيتي بعض شروح الشمسيات للقطب الرازي في المنطق وشرح التلخيص للسعد التفتزاني في المعاني والبيان إلى سنة ١٣٠٩ ه. التي قدم فيها النبطية من النجف الأشرف بدعوة من سكانها العلامة الكبير السيد حسن يوسف مكي ، وأنشأ فيها مدرسة حفلت بالطلاب من مختلف الأنحاء العاملية واللبنانية ومن بعض قرى بعلبك ، فكانت من خيرة المدارس العاملية ، بل كانت فتح عهد جديد بعد التراجع العلمي وبعد الفترة التي كادت تندثر فيها البقية الباقية من المدارس العاملية التي لم ينقطع لها صلة في البلاد منذ المائة الثامنة للهجرة.
وبعد تأسيس هذه المدرسة بثلاث سنوات افتتحت عدة مدارس في شقراء وعيثا وعيناثا وجبع وغيرها. وقد أمّ مدرسة النبطية فريق من الفضلاء