بالأخلاق الفاضلة ، والكمالات النفسية ، بخلاف القرى والبادية. وقد قيل (١) : إن الجفاء والقسوة في الفدّادين بالتشديد ، أو حذف المضاف ، وقيل (٢) : يقدّم أولاد من تقدمت هجرته على غيره ، فإن تساووا في ذلك (فالأسن) (٣) مطلقا (٤) ، أو في الإسلام (٥) كما قيّده في غيره.
فإن تساووا فيه (فالأصبح) وجها (٦) ، لدلالته على مزيد عناية الله تعالى ، أو ذكرا بين الناس (٧) ، لأنه يستدلّ على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسنة عباده ،
______________________________________________________
(١) قال الشارح في روض الجنان في بحث صلاة الميت : «وقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إن الجفاء والقسوة في الفدادين ، قال الهروي ناقلا عن أبي عمرو : الفدادين مخففة واحدها فدان مشدد ، وهي البقر التي يحرث بها وأهلها أهل جفاء لبعدهم من الأمصار ، فأراد أصحاب الفدادين كما قال تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ).
وحكي فيه التشديد وهم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم من أهل القرى والبوادي ، يقال : فدّ الرجل يفدّ إذا اشتد صوته» (١).
(٢) وهو للعلامة في التذكرة.
(٣) كما عليه المشهور ، وعن السرائر تقديمه على الأقدم هجرة.
(٤) أي قدم الأكبر سنا.
(٥) بحيث لو كان أحدهما ابن ثلاثين سنة في الإسلام والآخر أقل من ذلك قدّم الأول وإن كان كلاهما متساويين في السن وهذا ما ذكره الشهيد في الذكرى والدروس وكذا العلامة في التحرير والشيخ في المبسوط وجماعة.
(٦) ذكره أكثر الأصحاب ويدل عليه خبر الرضوي المتقدم ، وأيضا قال الصدوق في العلل : (وفي حديث آخر : فإن كانوا في السن سواء فأصبحهم وجها) (٢) ورواه السيد في جمل العلم : (وقد روي إذا تساووا فأصبحهم وجها) (٣).
وعلله العلامة في المختلف بأن في حسن الوجه دلالة على عناية الله تعالى بصاحبه فاستحق التقديم بذلك ، وأنكر المحقق في المعتبر الترجيح بذلك وقال في المعتبر : «أرى لها أثرا في الأولوية ولا وجها في شرف الرجال».
(٧) فسر الأصبح وجها بأنه أحسن ذكرا بين الناس لدلالته على حسن الحال عند الله تعالى ـ
__________________
(١) روض الجنان ص ٣١٢.
(٢) الوسائل الباب ـ ٢٨ ـ من أبواب صلاة الجماعة حديث ٢.
(٣) مستدرك الوسائل الباب ـ ٢٥ ـ من أبواب صلاة الجماعة حديث ٧.