بكر المالكي ، نا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ، نا قاسم بن هاشم ، نا عصمة بن سليمان ، نا فضيل بن جعفر قال :
خرج الحسن من عند ابن هبيرة ، فإذا هو بالقرّاء على الباب ، فقال : ما أجلسكم هاهنا؟ تريدون الدخول على هؤلاء ، أما والله ما مخالطتهم بمخالطة الأبرار تفرقوا ، فرّق الله بين أرواحكم وأجسادكم ، خصفتم نعالكم ، وشمّرتم ثيابكم ، وجززتم رءوسكم فضحتم القرّاء ، فضحكم الله ، أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم ولكنكم (١) رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم (٢) ، فأبعد الله من أبعد.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٣) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان.
ح قال أبو منصور : ونا أبو محمّد بعد الله بن علي بن أيوب ، أنا أبو بكر أحمد (٤) بن محمّد بن الجرّاح ، قالا (٥) : أنا أبو بكر بن دريد قال : دخل الشعبي على ابن هبيرة وبين يديه رجل يريد قتله ، فقال له : أصلح الله الأمير ، إنّك على ردّ ما لم تفعل أقدر منك على ردّ ما فعلت ، فقال : صدقت يا شعبي ردّوه إلى محبسه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، نا أبي ، نا إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ، نا مالك بن مغول ، أحسبه عن الشعبي وأصحابنا لا يشكون فقلت : لم شككت؟ فإن الشيطان قال ؛ قلت لابن هبيرة : عليك بالتؤدة فإنك على ترك ما لم تفعل ، أقدر منك على ردّ ما قد فعلت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٦) ، حدّثني سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن رجاء (٧) ، عن ابن عون قال : أرسل ابن هبيرة إلى ابن سيرين فأتاه ، فقال له : كيف تركت أهل مصرك؟ قال : تركتهم والظلم فيهم فاش.
__________________
(١) ما بين الرقمين سقط من «ز».
(٢) ما بين الرقمين سقط من «ز».
(٣) في «ز» : المحلى ، بالحاء المهملة.
(٤) في «ز» : حمد.
(٥) في «ز» : قال.
(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٦٢ وانظر حلية الأولياء ٢ / ٢٦٤ في ترجمة ابن سيرين.
(٧) هو رجاء بن أبي سلمة.