هذا أوان الجدّان جدّ عمر |
|
وصرّح ابن معمر لمن ذمر |
وقال عمر : لا قوة إلّا بالله ، قال العجاج :
لا قدح إن لم تور نارا بهجر |
|
ذات سنا يوقدها من افتخر |
قال عمر : توكلت على الله ، ولن أدع جهدا فلما قال :
شهادة فيها طهور من طهر
فكأن عمر تطيّر من ذلك ثم قال : ما شاء الله.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (١) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني علي بن زكريا الأزدي ، نا الوليد بن هشام القحذمي قال :
قام رجل من اليحمديين إلى المهلّب ، فقال : أيها الأمير أخبرنا عن شجعان العرب ، قال : أحمر قريش ، وابن الكلبية ، وصاحب البغل الدارج (٢) ، فقال : والله ما يعرف هؤلاء أحد ، قال : بلى ، أما أحمر قريش فعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، والله ما جاءتنا سرعان خيل قطّ إلّا ردّها ، وأما ابن الكلبية فمصعب بن الزبير ، أفرد في سبعة ، وجعل له الأمان فأبى حتى مات على بصيرته ، وأما صاحب البغل الدارج فعبّاد بن الحصين الحبطي ، والله ما نزلت بنا شدّة قط إلّا فرّجها ، فقال الفرزدق وكان حاضرا : تالله ما رأيت هكذا قولا ، فأين أنت عن عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن خازم (٣) السلمي ، قال : إنّما ذكرنا الإنس ، ولم نذكر الجن.
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، قالا : أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنا أبو تغلب عبد الوهّاب بن علي بن الحسن الملحمي ، نا المعافى بن زكريا بن يحيى النهرواني ، حدّثني عبيد الله بن مسلم العبدي ، نا أبو الفضل الرّبعي ، حدّثني نهشل بن دارم الكوفي ، حدّثني أبي قال : لما توجه عمر بن عبيد الله بن معمر لمحاربة أبي فديك أقام بالكوفة لاختيار الجند ، فمرّ بحائط من حيطان الكوفة ، فإذا هو بغلام أسود يتغدى وإذا كلب رابض بين يديه ، فكلّما أكل لقمة طرح إلى
__________________
(١) في م و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.
(٢) هنا بالأصل : «الذبوح» وفي م : «الدنوج» والمثبت عن «ز» ، وستأتي «الدارج».
(٣) بالأصل وم : حازم ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».