والفروع منها كتاب الكافي وكتاب التهذيب وكتاب المرشد في طريق التعبد وكتاب العمدة في الفقه وكتاب تدبير الصحة صنفه لصاحب حلب نصر بن صالح وكتاب شبه الملاحدة ، وكتبه مشهورة بين أئمة القوم ، وذكر عنه صلاح وزهد وتقشف زائد وقناعة مع الحرمة العظيمة والجلالة وأنه كان يرغب في حضور الجماعة ، وكان لا يصلي في المسجد غير الفريضة ويتنفل في بيته ولا يقبل ممن يقرأ عليه هدية ، وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفننا ، وطوّل ابن أبي طي ترجمته ا ه (ذهبي من وفيات سنة سبع وأربعين وأربعمائة).
٦٣ ـ أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعري المتوفى سنة ٤٤٩
ترجم الشيخ أبا العلاء المعري غير واحد من المؤرخين المتقدمين ، إلا أن أوسع هذه التراجم كتاب ألفه الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن العديم الحلبي المتوفى سنة ٦٦٠ سماه (كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري) وهو في ترجمته وترجمة أسرته. هذا الكتاب عثرت عليه مخطوطا في خزانة سعادة حاكم حلب الآن مرعي باشا الملاح ، وقد كلفني فاستنسخت عنه نسخة أهداها للمجمع العلمي العربي بدمشق ، وأذن لي فاستنسخت أخرى لنفسي كتبها ولدي محمد سلمه الله وقابل هاتين النسختين على بعضهما ، إلا أن الكتاب مخروم من آخره وقبل آخر الموجود بورقتين مخروم أيضا. وإني أدرج هذا الكتاب النفيس النادر الوجود الذي قل من الناس من يعرف اسمه فضلا عما اشتمل عليه قبل أن ترسل منه نسخة إلى المجمع العلمي ويكتب المجمع عنه بعض كلمات في مجلته ، ولعل نشرنا لهذا الكتاب يدعو بعض ذوي الهمم للبحث والتنقيب عن نسخة تامة منه فيسعى بطبعه على حدة (١).
وبعد أن نأتي على هذا الكتاب نذكر بعضا من ترجمته المذكورة في معجم الأدباء ثم أقوال العلماء في حقه ، ونختم ذلك ببيان رأينا فيه ، ولعل كلمتنا يكون فيها فصل الخطاب والله الملهم للصواب وإليه المرجع والمآب.
__________________
(١) الجدير بالذكر أن هذه النسخة التي أهديت إلى المجمع العلمي العربي بدمشق كانت قد استعارتها لجنة إحياء آثار أبي العلاء في مصر ونشرتها ضمن كتاب «تعريف القدماء بأبي العلاء» وذلك عام ١٣٦٣ ه ـ ١٩٤٤ م.