بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله بارىء النسم ومولي النعم ومفني الأمم ومحيي الرمم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل العرب والعجم ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين الذين أناروا للناس السبل بمحاسن أقوالهم وجميل سيرهم وأفعالهم ، ورضي الله عن الصحابة والتابعين الذين اقتفوا أثرهم واهتدوا بهديهم فكانوا خير خلف لخير سلف وبعد :
فهذا هو القسم الثاني من تاريخنا (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء) قد أودعنا فيه كما قلنا في المقدمة تراجم أعيانها ما بين وزير خطير وأمير كبير ومحدث وفقيه وشريف ووجيه وخطيب وطبيب وشاعر وأديب وتاجر وزعيم وغيرهم من ذوي المزايا وأرباب المناقب ، مبتدئين فيه من القرن الثالث للهجرة النبوية ، لأنا لم نعثر على تراجم لأحد منهم قبل ذلك إلا على ترجمة واحدة مع عدم التيقن بكون المترجم حلبيا وهي الآتية ، وقد بينا في المقدمة خطتنا في هذا القسم وأوسعنا الكلام على ذلك هناك. ولنشرع في المقصود مستمدين من الله تعالى العون والتوفيق إلى أقوم طريق إنه نعم المولى ونعم النصير.