١٧٧ ـ أحمد بن هبة الله الجبراني سنة ٦٢٨
أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد الجبراني المغربي النحوي. حدث عن أبيه وعن أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي. مولده سنة ثمان وعشرين وستماية ، ودفن تحت جبل جوشن. ذكره المنذري في التكملة وقال لنا عنه إجازة كتبت لنا عنه من حلب سنة خمس وعشرين وستماية. قلت : أنبأني شيخنا يوسف بن عمر الحيسي عن الحافظ عبد العظيم عنه ا ه (ط ح قرشي).
وذكره ابن خلكان في ترجمة تلميذه يوسف بن إسماعيل الشاعر المشهور بالشواء فقال : وأما شيخه ابن الجبراني فهو طائي بحتري ، وكان من قرية من أعمال عزاز يقال لها جبرين فورسطايا نسب إليها ، هكذا أخبر عن نفسه.
وكان متضلعا من علم الأدب خصوصا اللغة فإنها كانت غالية عليه ، وكان متبحرا فيها. وكان له تصدر في جامع حلب في المقصورة الشرقية المشرفة على صحن الجامع قبالة المقصورة التي يصلي فيها قضاة حلب يوم الجمعة. ولقد كنت يوما قاعدا في هذه المقصورة عند الدارابزين الذي إلى جهة الصحن وإذا به قد حضر ومعه جماعة من أصحابه وفيهم الشهاب أبو المحاسن الشواء المذكور ، وجلس في المحراب الصغير الذي في المقصورة وهو موضع تصدره ، فجعلت بالي من كلامه وأنا في ذلك الوقت مشتغل بالأدب ، فسمعته يتكلم في قاعدة الأفعال الثلاثة التي أولها واو وهي على فعل بكسر العين مثل وجل وغيره وأن مضارعه فيه أربع لغات : يوجل وييجل وياجل وييجل إلا ما شذ من الأفعال الثمانية التي هي ورم وورث وورع وورى وومق ووثق ووفق وولي فإن مضارعها أيضا بالكسر كما ضبطها ، وشذ من ذلك قولهم وسع يسع ووطىء يطأ ، وإنما يفتح هذان الفعلان في المضارع لأجل حرفي الحلق. وأطال الكلام في ذلك بما لم أقدر على حفظه في ذلك الوقت ، ولم أسمع منه غير هذا الفصل.
وكان مولده يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شوال سنة إحدى وستين وخمسمائة ، وتوفي يوم الاثنين سابع رجب من سنة ثمان وعشرين وستماية بحلب ، ودفن في سفح جبل جوشن رحمهالله تعالى ا ه.
وذكره الجلال السيوطي في «بغية الوعاة» فقال : أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن