الشرائع» ، وهذا الشرح تأليف يطابق اسمه معناه ، أوله : الحمد لله العالي القادر ... إلخ ، ذكر فيه أن المشايخ لم يصرفوا الهمم إلى الترتيب سوى أستاذه ، والغرض الأصلي من التصنيف في كل فن هو تيسير سبيل الوصول إلى المطلوب ، ولا يلتئم هذا المرام إلا بترتيب تقتضيه الصناعة ، وهو التفحص عن أقسام المسائل في هذا الشرح بالترتيب الصناعي الذي يرتضيه أرباب الصنعة ا ه.
وقال العلامة ابن عابدين في حاشيته : هذا الكتاب جليل الشأن لم أر له نظيرا في كتبنا ا ه.
وقد طبع في مصر سنة ١٣٢٨ في سبع مجلدات في المطبعة الجمالية لمحمد أمين الخانجي الكتبي الحلبي نزيل مصر على نفقة محمد أسعد باشا الجابري رحمهالله وابن عمه الحاج مراد أفندي من وجهاء الشهباء ، وذلك بتحسين بعض أهل العلم والفضل جزاهما الله خيرا. وكان طبعه على نسخة في خزانة كتب الحاج عبد القادر أفندي الجابري رحمهالله والد الحاج مراد أفندي ، إلا أن الكتاب لم يخل من الأغلاط عسى أن تتدارك في الطبعة الثانية. ويوجد منه نسخ كثيرة في مكاتب الآستانة في المكتبة العمومية ومكتبة داماد إبراهيم باشا وغيرها يطول الكلام لو ذكرنا تفصيلها. ويوجد نسخة في ستة أجزاء في المكتبة السلطانية بمصر ، ونسخة في ثلاثة أجزاء في التكية الإخلاصية بحلب مما وقفه الشيخ إسحق البخشي على التكية أخذ جزء منها حين الطبع. وبالجملة فهو كتاب جليل في بابه لا يستغني عنه من يرغب التوسع في فقه السادة الحنيفة والوقوف على أدلتهم في المذهب وقواعدهم.
١٣٧ ـ محمد بن علي المازندراني الشيعي المتوفى سنة ٥٨٨
محمد بن علي بن شهراسوب أبو جعفر السروري المازندراني رشيد الدين الشيعي أحد شيوخ الشيعة ، حفظ القرآن وله ثماني سنين وبلغ النهاية في أصول الشيعة. كان يرحل إليه من البلاد ، ثم تقدم في علم القراءات والغريب والنحو ، ووعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد ، فأعجبه وخلع عليه. وكان بهي المنظر حسن الوجه والشيبة صدوق اللهجة مليح المحاورة واسع العلم كثير الخشوع والعبادة والتهجد لا يكون إلا على وضوء. أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثيرا. توفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.