التّيّاح (١) ، حدّثني ابن أبي الهذيل (٢).
أن عمّار بن ياسر كان رجلا ضابطا ، وكان يحمل حجرين حجرين ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم ، فتلقاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فربع في صدره ، فقام ، فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول : «ويحك ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية» [٩٣٠١].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، نا عبد الله بن نمير ، عن الأجلح ، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال :
لما بنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مسجده جعل القوم يحملون وجعل النبي صلىاللهعليهوسلم يحمل هو وعمّار ، فجعل عمّار يرتجز ويقول :
نحن المسلمون نبني المساجدا
وجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «المساجدا» وقد كان عمّار اشتكى قبل ذلك ، فقال بعض القوم : ليموتنّ عمّار اليوم ، فسمعهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنفض لبنته وقال : «ويحك» ـ ولم يقل : ويلك : ـ «يا ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية» [٩٣٠٢].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم البندار ، وأبو طاهر القصّاري ، وأبو الحسين العاصمي ، وأبو محمّد ، وأبو الغنائم ، ابنا (٤) أبي عثمان ، وأبو عبد الله النعالي قالوا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر ، نا جدي ، نا موسى بن إسماعيل المنقري (٥) ، نا جرير ـ يعني ابن حازم ـ قال : سمعت الحسن يقول :
لما قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة قال : «ابنوا لنا مسجدا» قالوا : كيف يا رسول الله؟ قال : عرش كعرش موسى ، ابنوه لنا بلبن فجعلوا يبنون ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يعاطيهم اللبن على صدره ، ما دونه ثوب وهو يقول : «اللهمّ إنّ العيش عيش الآخرة ، فاغفر للأنصار
__________________
(١) هو يزيد بن حميد الضبعي البصري ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٥١.
(٢) هو عبد الله بن أبي الهذيل ، أبو المغيرة العنزي الكوفي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٠.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢٥١.
(٤) بالأصل : أنبا.
(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٦٠.