والمهاجرة» ، فمرّ عمّار بن ياسر فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينفض التراب عن رأسه ويقول : «ويحك يا ابن سميّة تقتلك الفئة الباغية» [٩٣٠٣].
قال : ونا جدي ، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، نا يعقوب ـ يعني القمّي (١) ـ عن جعفر ـ يعني ابن أبي المغيرة ـ عن سعيد بن جبير قال :
كان عمّار بن ياسر ينقل الحجارة إلى المسجد ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقيل له : مات عمّار وقع عليه حجر فقتله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما مات عمّار ، تقتله الفئة الباغية» [٩٣٠٤].
وقد روي أن ذلك كان في حفر الخندق.
أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أنا أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر القاضي (٢) ، نا أحمد بن محمّد بن السّري بن يحيى التميمي ، أنا المنذر بن محمّد ، حدّثني أبي ، نا يحيى بن محمّد بن عبّاد قال : قال ابن إسحاق ، وحدّثني سعيد بن المرزبان عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمين لما أخذوا في حفر الخندق جعل عمّار بن ياسر يحمل التراب والحجارة من الخندق فيطرحه على شفيره ، وكان ناقها من مرض ، صائما ، فأدركه الغشي ، فأتاه أبو بكر ، فقال : اربع على نفسك يا عمّار ، قد قتلت نفسك ، وأنت ناقه من مرض ، فسمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم قول أبي بكر فقام ، فجعل يمسح التراب عن رأس عمّار ومنكبه وهو يقول : «يزعمون أنك متّ وأنك قد قتلت نفسك ، كلا والله حتى تقتلك الفئة الباغية» [٩٣٠٥].
أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ـ بأصبهان ـ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الوراق ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد ، أنا أبو زرعة الرازي ، نا عبد الجبّار بن سعيد بن سليمان المساحقي (٣) ، حدّثني يحيى بن محمّد ،
__________________
(١) تقرأ بالأصل : العمي ، تصحيف ، وهو يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك أبو الحسن القمي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٧.
(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٣٨.
(٣) هذه النسبة إلى الجد ، ذكره السمعاني وترجم له (الأنساب : المساحقي).