قلت : والذكر والأنثى ، قال : كاد هؤلاء أن يشككوني ، وقد سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر ، أنا ابن البسري والقصاري وابنا أبي عثمان وعاصم وأبو عبد الله النعالي ، قالوا : أنا أبو عمر ، أنا أبو بكر ، نا جدي ، نا يزيد بن هارون ، أنا شعبة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال :
قدمنا الشام فدخلت المسجد فقلت : اللهم ارزقني جليسا صالحا ، فجلست إلى أبي الدرداء ، فقال : من الرجل؟ فقلت : رجل من أهل الكوفة ، قال : ألم يكن فيكم صاحب السّرّ ، والذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلىاللهعليهوسلم ، وصاحب السّواد أو الوساد ـ يزيد بن هارون شك ـ قال : صاحب السّرّ : حذيفة ، والذي أجير من الشيطان : عمّار بن ياسر ، وصاحب الوساد أو السواد ابن مسعود.
قال : ونا جدي ، نا ابن الأصبهاني ، نا شريك عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال :
أتينا أبا الدرداء فسألناه عن أشياء فقال : أليس فيكم صاحب الوساد والنعلين والمطهر عبد الله بن مسعود؟ أليس فيكم من أعاذه الله على لسان نبيّه صلىاللهعليهوسلم من الشيطان ابن سميّة؟ أليس فيكم صاحب السرّ الذي لا يعلمه غيره؟ يريد حذيفة.
أخبرناه عاليا أبو القاسم أيضا ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، وأحمد ومحمّد ابنا علي بن الحسن قالوا : أنا أبو محمّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب ، نا الحسين بن إسماعيل الضّبّي ، نا يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن المغيرة ، عن إبراهيم قال :
أتى علقمة الشام فدخل مسجدا يصلي فيه قال : ثم جاء حلقة فجلس فيها جاء رجل فعرفت في تحوش (٢) القوم وهيئته أنه ، قال : فجلس إلى جنبي فقلت : الحمد لله إنّي لأرجو أن يكون الله عزوجل قد استجاب دعوتي قال : وذلك الرجل أبو الدرداء قال : فقال .... (٣). قال علقمة : دعوت الله أن يرزقني في جليسنا صالحا ، فأرجو
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١ / ٤١٧ وانظر تخريجه فيه.
(٢) كذا بالأصل : «تحوش القوم وهيئته أنه».
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل من سوء التصوير.