ومن شعره ما يجري مجرى المرقص ، وقد حضر مع الرّصافي والكتندي ومعهم مغنّ بروطة (١) : [مجزوء الكامل]
لله يوم مسرّة |
|
أضوى وأقصر من ذباله |
لما نصبنا للمنى |
|
فيه من أوتار حباله |
ظل (٢) النهار بها كمر |
|
تاع ، وأجفلت الغزاله |
وشعره مدوّن كما قلنا ، وهذا القدر عنوان على نبله.
غريبة في أمره مع حفصة
قال حاتم بن سعيد : وكان قد أجرى الله على لسانه ، إذا حرّكت الكأس بها غرامه ، أن يقول : والله لا يقتلني أحد سواك ؛ وكان يعني بالحبّ ، والقدر موكل بالمنطق ، قد فرغ من قتله بغيره من أجلها. قال : ولمّا بلغ حفصة قتله لبست الحداد ، وجهرت بالحزن ، فتوعّدت بالقتل ، فقالت في ذلك : [الخفيف]
هدّدوني من أجل لبس الحداد |
|
لحبيب أردوه لي بالحداد |
رحم الله من يجود بدمع |
|
أو ينوح على قتيل الأعادي |
وسقته بمثل جود يديه |
|
حيث أضحى من البلاد الغوادي |
ولم ينتفع بعد بها ، ثم لحقت به بعد قليل.
وفاته : توفي على حسب ما ذكر ، في جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد القرشي ،
المعروف بابن فركون (٣)
يكنى أبا جعفر.
أوّليّته : قد مرّ ذلك في اسم جدّه قاضي الجماعة (٤) ، وسيأتي في اسم والده.
__________________
(١) الأبيات في المغرب (ج ٢ ص ١٦٧).
(٢) في المغرب : «طار».
(٣) ترجم له ابن الخطيب هنا فأثنى عليه ، وترجم له في الكتيبة الكامنة (ص ٣٠٥) فذمّه. وترجمته أيضا في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٤١).
(٤) جدّه قاضي الجماعة هو أحمد بن محمد بن أحمد بن هشام القرشي ، وقد تقدّمت ترجمته.