قائمة الکتاب
رابعا ـ المؤلّفات الأدبية (شعرا ونثرا)
١٧القسم الأوّل
في حلى المعاهد والأماكن والمنازل والمساكن
فصل في اسم هذه المدينة ووضعها على إجمال واختصار
١٣القسم الثاني
في حلى الزّائر والقاطن والمتحرّك والسّاكن
إعدادات
الإحاطة في أخبار غرناطة [ ج ١ ]
الإحاطة في أخبار غرناطة [ ج ١ ]
المؤلف :أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني [ لسان الدين بن الخطيب ]
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :341
تحمیل
وقال الرّازي عند ذكر كورة إلبيرة : ويتصل بأحواز قبرة كورة إلبيرة ، وهي بين الشّرق والقبلة ، وأرضها سقي غزيرة الأنهار ، كثيرة الثّمار ، ملتفّة الأشجار ، أكثرها أدواح الجوز ، ويحسن فيها قصب السّكر ؛ ولها معادن جوهرية من ذهب ، وفضة ، ورصاص ، وحديد. وكورة إلبيرة أشرف الكور ، نزلها جند دمشق. وقال : لها من المدن الشريفة مدينة قسطيليّة ، وهي حاضرة إلبيرة ، وفحصها لا يشبّه بشيء من بقاع الأرض طيبا ولا شرفا إلّا بالغوطة ؛ غوطة دمشق.
وقال بعض المؤرّخين (١) : ومن كرم أرضنا أنها لا تعدم زريعة (٢) بعد زريعة ؛ ورعيا بعد رعي ، طول العام ؛ وفي عمالتها المعادن الجوهرية من الذهب ، والفضة ، والرّصاص ، والحديد ، والتوتيا. وبناحية دلاية (٣) من عملها ، عود اليلنجوج (٤) ، لا يفوقه العود الهندي ذكا (٥) وعطر رائحة. وقد سيق منه لخيران (٦) صاحب ألمرية أصل كان منبته بين أحجار هناك. وبجبل شلير منها سنبل فائق الطّيب ، وبه الجنطيانا ، يحمل منه إلى جميع الآفاق ، وهو عقير رفيع ، ومكانه من الأدوية الترياقية مكانه. وبه المرقشينة على اختلافها ، واللّازورد. وبفحصها وما يتصل به القرمز. وبها من العقّار والأدوية النّباتية والمعدنية ما لا يحتمل ذكرها الإيجاز. وكفى بالحرير الذي فضلت به فخرا وقيتة ، وغلّة شريفة ، وفائدة عظيمة ، تمتاره منها البلاد ، وتجلبه الرفاق ، وفضيلة لا يشاركها فيها إلّا البلاد العراقية. وفحصها (٧) الأفيح ، المشبّه بالغوطة
__________________
(١) قارن باللمحة البدرية (ص ٢٢ ـ ٢٣).
(٢) في اللمحة : «زريعة ولا ريعا أيام العام».
(٣) من هنا حتى قوله : «بين أحجار هناك» ، ورد في نفح الطيب (ج ١ ص ١٤١) ببعض الاختلاف عمّا هنا. ودلاية : بالإسبانيةDalias ، وهي بلد أندلسي ساحلي قريب من ألمرية ، يتبع لإقليم البشرّة. والبشرّة بالإسبانيةAlpujarras وهي منطقة جبال سييرا نفاداSierra Nevada. جغرافية الأندلس (ص ١٢٤).
(٤) الألنجوج واليلنجوج : عود جيد ، طيّب الريح ، يتبخّر به. لسان العرب (لنج).
(٥) في نفح الطيب : «ذكاء».
(٦) هو خيران الصّقلبي أو العامري ، وهو أول من استقلّ بألمريةAlmeria عن الخلافة بقرطبة ، وحكمها من سنة ٤٠٥ ه حتى سنة ٤١٩ ه. نصوص عن الأندلس (ص ٨٢) وأعمال الأعلام (القسم الثاني ص ٢١٠) والمغرب (ج ٢ ص ١٩٤).
(٧) النص في اللمحة البدرية (ص ٢٣). وفحص غرناطة هو مرجها الشهير ، وهو عبارة عن سهل أفيح ، وبسيط شاسع أخضر خصب ، وغوطة فيحاء مترامية الأطراف. يطلق عليه بالإسبانية اسم La Vega de Granada. يقع غربيّ غرناطة ويمتدّ غربا حتى مدينة لوشة. كتاب العبر لابن خلدون (م ٧ ص ٦٨٩) ونفح الطيب (ج ٥ ص ٨). وقد عرّف ياقوت الفحص بقوله : الفحص بمفهوم أصل الأندلس هو كل موضع يسكن ويزرع ، سواء كان سهلا أو جبلا ، ومع الزمن صار الفحص علما لعدة مواضع. معجم البلدان (ج ٥ ص ٢٣٦). وراجع أيضا مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربر للدكتورة مريم قاسم (ص ٤١) ففيه حديث مفصّل عن مرج غرناطة.