أحمد بن علي الملياني (١)
من أهل مرّاكش ، يكنى أبا عبد الله وأبا العباس.
صاحب العلامة (٢) بالمغرب ، الكاتب الشهير البعيد الشأن (٣) في اقتضاء التّرة (٤) ، المثل المضروب في العفّة (٥) ، وقوة الصّريمة ، ونفاذ العزيمة.
حاله : كان (٦) نبيه البيت ، شهير الأصالة ، رفيع المكانة ، على سجيّة غريبة كانت (٧) فيه ، من الوقار والانقباض والصّمت. أخذ (٨) بحظ من الطّب ، حسن الخطّ ، مليح الكتابة ، قارضا للشعر ، يذهب (٩) نفسه فيه كلّ مذهب.
وصمته : فتك (١٠) فتكة شنيعة (١١) أساءت الظنّ بحملة الأقلام على مرّ (١٢) الدهر ؛ وانتقل إلى الأندلس بعد مشقّة. وجرى ذكره في كتاب «الإكليل» بما نصّه (١٣) :
«الصّارم ، الفاتك ، والكاتب الباتك (١٤) ، أيّ (١٥) اضطراب في وقار ، وتجهّم تحته أنس عقار! اتخذه صاحب (١٦) المغرب صاحب علامته ، وتوّجه تاج كرامته ؛ وكان يطالب جملة من أشياخ مراكش بثأر عمّه ، ويطوقهم دمه بزعمه ، ويقصر على الاستبصار (١٧) منهم بنات همّه ، إذ سعوا فيه حتى اعتقل ، ثم جدّوا في أمره حتى قتل ؛ فترصّد كتابا إلى مراكش يتضمّن أمرا جزما ، ويشلّ (١٨) من أمور الملك عزما ،
__________________
(١) ترجمة الملياني في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٠٤). والملياني : نسبة إلى مليانة وهي مدينة كبيرة بالمغرب من أعمال بجاية ، كثيرة الخيرات ، مشهورة بالحسن وكثرة الأشجار ، وتدفّق المياه. آثار البلاد وأخبار العباد (ص ٢٧٣) ، والروض المعطار (ص ٥٤٧) ، ومعجم البلدان (ج ٥ ص ١٩٦).
(٢) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٠٥). وصاحب العلّامة بالمغرب هو الذي كان يتولى التوقيع باسم السلطان على المراسيم الملكية ، وكانت وظيفته من أهم الوظائف الإدارية بالمغرب.
(٣) في النفح : «الشأو».
(٤) في الأصل : «الثّرّة» ، والتصويب من النفح. والتّرة : الذّحل (الثأر). لسان العرب (وتر).
(٥) في النفح : «الهمّة».
(٦) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٠٥).
(٧) قوله : «كانت فيه» غير وارد في النفح.
(٨) في النفح : «آخذا».
(٩) في النفح : «تذهب».
(١٠) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٠٥).
(١١) في النفح : «شهيرة».
(١٢) في النفح : «ممرّ».
(١٣) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٠٤ ـ ٤٠٥).
(١٤) الباتك : القاطع. محيط المحيط (بتك).
(١٥) في الأصل : «أبي» والتصويب من النفح.
(١٦) في النفح : «ملك».
(١٧) في النفح : «الاستنصار».
(١٨) في النفح : «ويشمل».