رئيس جنده الغربي : الشيخ (١) البهمة (٢) ، لباب قومه ، وكبير بيته ، أبو سعيد عثمان بن أبي العلاء (٣) إدريس بن عبد الله (٤) بن عبد الحق ، مشاركا له في النعمة ، ضاربا بسهم في المنحة ، كثير التجنّي والدّالّة ، إلى أن هلك المخلوع ، وخلا الجوّ ، فكان منه بعض الإقصار.
الملوك على عهده : وأولا (٥) بعدوة المغرب : كان على عهده من ملوك المغرب السلطان الشهير ، جواد الملوك ، الرّحب الجناب ، الكثير الأمل ، خدن العافية ، ومحالف الترفية ، مفحم (٦) النّعيم ، السعيد على خاصته وعامته ، أبو سعيد عثمان بن السلطان الكبير ، المجاهد ، المرابط ، أبي يوسف (٧) بن عبد الحق. وجرت بينه (٨) وبينه المراسلات ، واتصلت أيامه بالمغرب بعد مهلكه وصدرا من أيام ولده أبي عبد الله حسبما مرّ (٩) عند ذكره.
وبمدينة تلمسان ، وطن القبلة ، الأمير أبو حمّو موسى بن عثمان بن يغمراسن بن زيّان. ثم توفي قتيلا (١٠) على عهده بأمر ولده المذكور ، واستغرقت أيام ولده المذكور الوالي بعده ، إلى أن هلك في صدر أيام أبي الحجاج ؛ وجرت بينه وبين الأمير مراسلات وهدايات.
وبمدينة تونس ، الشيخ المتلقّب بأمير المؤمنين أبو يحيى زكريا بن أبي حفص المدعو باللّحياني ، المتوثّب بها على الأمير أبي البقاء خالد بن أبي زكريا بن أبي حفص ، وهو كبير ، إلّا أن أبا حفص أكبر سنّا وقدرا ، وقد تملّك تونس تاسع جمادى الآخرة من عام ظهر له اضطراب من بها ، أحد عشر وسبعمائة ، وتمّ له الأمر. واعتقل أبا البقاء بعد خلعه ، ثم اغتاله في شوّال عام ثلاثة عشر وسبعمائة ، ثم رحل عن تونس لما ظهر له من اضطراب أمره بها ، وتوجّه إلى طرابلس (١١) في وسط عام خمسة عشر (١٢) ، واستناب صهره الشيخ أبا عبد الله بن أبي
__________________
(١) النص في اللمحة البدرية (ص ٨٠).
(٢) البهمة : الفارس الذي لا يدري من أين يؤتى له من شدة بأسه. لسان العرب (بهم).
(٣) في اللمحة : «العلى».
(٤) في المصدر نفسه : «عبد الله بن يعقوب بن عبد الحق».
(٥) النص في اللمحة البدرية (ص ٨٠ ـ ٨٢). وفي الأصل : «وأولاد» والتصويب من اللمحة.
(٦) في اللمحة : «ومتبحبح النعيم».
(٧) في اللمحة : «أي يوسف يعقوب بن ...».
(٨) في اللمحة : «وجرت بينهما».
(٩) في اللمحة : «يمرّ».
(١٠) في اللمحة : «قتيلا بأمر ولده على عهده سادس عشر جمادى الثانية من عام ثمانية عشر وسبعمائة».
(١١) في اللمحة : «أطرابلس».
(١٢) في اللمحة : «وسبعمائة».