ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه يحيى
وهو من أهل البصرة ، سكن بغداد ، وكان من أهل الأدب والعلم بالقرآن ، واللغة ، شاعرا مجيدا ، مدح الرشيد ، والمأمون ، والفضل بن سهل ، وغيرهم. ولم يزل فيما مضى له ببغداد عقب ، منهم عبيد الله بن محمّد راوي قراءة أبي عمرو بن العلاء عن عمه إبراهيم بن يحيى اليزيدي ، وعن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمّد ، كليهما عن أبي محمّد يحيى بن المبارك ، وآخر من روى العلم من اليزيديين ببغداد محمّد بن العبّاس.
حدّثنا أبو على الحسن بن عبد الله بن محمّد المقرئ الصّفّار حدّثنا عمر بن محمّد ابن سيف الكاتب ـ بالبصرة ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي حدّثنا عمى حدّثني أبو صالح بن محمّد بن يزداد حدّثني أبي. قال : كنت بباب المأمون فجاء محمّد بن أبي محمّد اليزيدي ، فاستأذن. فقال له الحاجب : إن أمير المؤمنين قد أخذ دواء وأمرنى أن أحجب الناس عنه ، قال : فأمرك أن لا تدخل إليه رقعة؟ قال : فدعا بدواة كانت مع غلامه وقرطاس وكتب إليه:
هديّتي التّحيّة للإمام |
|
إمام العدل والملك الهمام |
لأنّي لو بذلت له حياتي |
|
وما أحوى لقلّا للإمام |
أراك من الدّواء الله نفعا |
|
وعافية تكون إلى تمام |
وأعقبك السّلامة منه ربّ |
|
يريك سلامة في كلّ عام |
أتأذن في الدّخول بلا كلام |
|
سوى تقبيل كفّك والسّلام؟ |
قال : فأدخل الرقعة وخرج مسرعا وأذن لي. فدخلت مسرعا فسلمت وخرجت وأتبعنى بألف دينار.
أخبرني على بن أيّوب القمي حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى قال : وجدت بخط أبي عبد الله اليزيدي عن عمه أبي جعفر أحمد بن محمّد لأبيه محمّد بن أبي محمّد :
__________________
(١) ١٨٦١ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٥ في المطبوعة.