وقال أبو الفتح : كان ثقة. مولده ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين ومائتين ، وكان يسكن بدرب دراج في شارع الدجيل.
وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة ثلاثين وثلاثمائة. وقال : كان يسكن الحربية.
سمع جده محمّد بن عبيد الله ، ومحمّد بن إسحاق الصغاني ، والعبّاس بن محمّد الدوري ، وزكريا بن يحيى المروزيّ ، ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي ، وأبا البختري عبد الله بن محمّد بن شاكر العنبريّ ، وأبا داود السّجستانيّ ، وعيسى بن جعفر الورّاق ، وأبا يوسف القلوسى. وخلقا كثيرا نحوهم.
وكان ثقة أمينا ، ثبتا صدوقا ، ورعا حجة فيما يرويه ، محصلا لما يمليه ، صنف كتبا كثيرة ، وجمع علوما جمة. وما يسمع من الناس من مصنفاته إلا أقلها. وروى عنه المتقدمون ، كأبى عمر بن حيويه ونحوه. وآخر من حدّث عنه محمّد بن فارس الغوري.
حدّثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن على الصيرفي : قال كان أبو الحسين بن المنادى صلب الدين ، خشنا شرس الأخلاق ، فلذلك لم تنشر الرواية عنه.
وقال لي أبو الحسن بن الصّلت : كنا نمضي مع ابن قاح الورّاق إلى ابن المنادى لنسمع منه ، فإذا وقفنا ببابه خرجت إلينا جارية له وقالت : كم أنتم؟ فنخبرها بعددنا ، ويؤذن لنا في الدخول ويحدّثنا ، فحضر معنا مرة إنسان علوي وغلام له ، فلما استأذنا قالت الجارية كم أنتم؟ فقلنا نحن ثلاثة عشر ، وما كنا حسبنا العلوي ولا غلامه في العدد. فدخلنا عليه ، فلما رآنا خمسة عشر نفسا قال لنا : انصرفوا اليوم فلست أحدثكم ، فانصرفنا وظننا أنه عرض له شغل. ثم عدنا إليه مجلسا ثانيا فصرفنا ولم يحدّثنا ، فسألناه بعد عن السبب الذي أوجب ترك التحدث لنا. فقال : كنتم تذكرون عددكم في كل مرة للجارية وتصدقون ، ثم كذبتم في المرة الأخرى. ومن كذب في هذا المقدار لم يؤمن أن يكذب فيما هو أكبر منه. قال : فاعتذرنا إليه وقلنا نحن نتحفظ فيما بعد.
__________________
(١) ٢٠٠٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٦٩٠ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٦٥ ـ ٦٦.