أبي عمير وعبد الرّحمن بن يونس كليهما عن الوليد. ونرى أن الطيالسي عرفه من النهرتيري ، ولم يقنع أن يرويه عن عبد الكريم حتى أضاف إليه عبد الرّحمن بن يونس ، وكان عمر البصريّ خرجه عن أبي بكر الشافعي فيما انتخبته عليه عن سليمان بن الفضل النهرواني عن عبد الكريم ، ووهم عمر علي الشافعي في ذلك ، لأن الشافعي سمعه من النهرتيري. وله قصة شرحها الدّارقطنيّ فيما بينه من خطأ عمر البصريّ. وصواب هذا الحديث : عن الوليد بن سلم عن أبي عمرو عيسى بن يونس عن الأعمش ، وذكر الأوزاعى فيه خطأ فاحش. وقد رواه محمود بن خالد عن الوليد على الصواب.
أنبأنا السّمسار أنبأنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن أبا عبد الله النهرتيري مات ببغداد سنة تسع وثمانين ومائتين.
من أهل الجانب الشرقي. كان أخباريا ، صاحب فهم ومعرفة بأيام الناس. وحدّث عن علي بن الجعد ، وسعد بن زنبور ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، ومحمّد بن عبد الله الأرزنى ، وعبد الرّحمن بن صالح الأزديّ ، ويحيى بن صاعد ، وأحمد بن كامل القاضي ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وعبد الباقي بن قانع ، وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي ، وغيرهم.
وذكره الدّارقطنيّ. فقال : ليس بالقوى.
قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي بخطه : سمعت القاضي أحمد بن كامل يقول : ما جمع أحد من العلم ما جمع محمّد بن موسى البربري. وكان لا يحفظ إلا حديثين ؛ حديث الطير. وحديث : «تقتل عمّارا الفئة الباغية (٢)» ودخلت عليه يوما وهو مغموم فقلت له : مالك؟ فقال : فلانة ـ يعنى امرأته ـ حملتني على أن عتقت هذه الجارية ، وقد بقيت بلا أمة تخدمنى ، ولا أحد يغيثنى. فقلت : وأيش مقدار ثمن هذه؟ قال : إن امرأتى دفعت إلى دنانير أشترى لها بها جارية ، فاشتريت هذه الجارية. فقلت : وتعتق ما لا تملك؟ قال : كأنه لا يجوز؟ قلت : لا. الجارية لها على ملكها. فقال لي : فعل الله وفعل يدعو لي.
__________________
(١) ١٦٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٣٢٦ في المطبوعة.
انظر : سؤالات الحاكم للدارقطني ١٢١.
(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الفتن ٧٣. وفتح الباري ٧ / ٧٤ ، ١٣ / ٨٥.