يرجع ، فخرجت في طلبه فلم أجده ولم أجد له خبرا فرجعت الى الشيخ فوجدته واقفا على باب داره ، فلما رآني قال : ذهبت الغنم؟ قلت نعم يا سيدي قال : قد أخذها اثنا عشر رجلا وهم قد ربطوا الراعي بوادي كذا ، وقد سألت الله عز وعلا ان يرسل عليهم النوم وقد فعل ، فامض الى مكان كذا تجدهم نياما والغنم ربضا الا واحدة قائمة ترضع سخلتها ، قال فمضيت الى المكان فوجدت الامر كما قال فسقت الغنم وجئت الى البلد.
وعن الشيخ ابراهيم بن الشيخ ابي طالب البطائحي انه قال : كنت جالسا عند الشيخ فجاء انسان فقال : يا سيدي ذهب البارحة لي جمل وعليه حمل فلم يرد الشيخ جوابا ، فقلت له : يا سيدي الرجل ملهوف على ذهاب جمله فلعل ان تجيبه ، فقال : يا ابراهيم انه لما قال لي ذهب جملي رأيت رسنه في يده فبرز من الغيب سيف فقطع رسنه من يده وما بقي له فيه رزق واستحي أو اوحشه بالرد.
وحكي انه حضر جنازة وكان فيها من اعيان البلد ، فلما جلسوا ليدفن الميت جلس القاضي والخطيب والوالي في ناحية ، وجلس الشيخ والفقراء في ناحية ، فتكلم القاضي والوالي في كرامات الاولياء. وأنه ليس لها حقيقة وكان [ص ١٨٦] الخطيب رجلا صالحا ، فلما قاموا ليعزوا أهل الميت جاء الجماعة ليسلموا على الشيخ ، فقال الشيخ يا خطيب ، انا لا نسلم عليك ، فقال ولم يا سيدي؟ فقال : انك لم ترد غيبة الاولياء ولم تنتصر لهم ، والتفت الشيخ رضياللهعنه الى القاضي والوالي وقال انتما تنكران أولياء الله تعالى ، فما تحت أرجلكما؟ فقالا لا نعلم ، فقال الشيخ : تحت ارجلكما مغارة ينزل اليها بخمس درجات ، وفيها شخص مدفون هو وزوجته وها هو قائم يخاطبني ويقول : كنت ملك هذا البلد من نحو الف عام ، وهو على سرير وزوجته