بين الرقّة وبالس أرض صفين ، وبها قبر عمّار بن ياسر قتيل الفئة الباغية رضى الله عنه ، وبالرقة موضع (١) كان بيت مال علىّ عليهالسلام (٢) أيام صفين ، وحرّان تليها فى الكبر وهى مدينة الصابئين ، وبها سدنتهم السبعة عشر ، وبها تل عليه مصلّى يعظّمه الصابئون ، وينسب إلى ابراهيم خليل الله عليهالسلام ، وهي ـ من بين تلك المدن ـ قايلة الماء والشجر ولها مباخس ؛ والرّها مدينة وسطة والغالب على أهلها النصارى ، وفيها زيادة على ثلاثمائة دير وصوامع كثيرة ورهابين ، ولهم بها كنيسة ليس فى بلاد الاسلام (٣) كنيسة أعظم منها ، ولها مياه وبساتين كثيرة وزروع ، وهي أصغر من كفرتوثا ؛ وجسر منبج وسميساط هما مدينتان نزهتان لهما زروع ومياه وبساتين ومباخس ، وهما غربىّ الفرات ؛ وأمّا قرقيسيا فإنها على الخابور ، ولها بساتين وأشجار كثيرة وزروع نزهة ؛ ورحبة مالك ابن طوق أكبر منها ، وهى كثيرة الشجر والمياه على غربىّ الفرات ؛ وهيت مدينة وسطة على غربىّ الفرات وعليها حصن ، وهى عامرة آهلة ، وهى بحذاء تكريت (٤) ، وبها قبر عبد الله بن المبارك ؛ والأنبار مدينة وسطة ، وبها آثار أبنية لأبى العباس السفاح (٥) ، أول خلفاء بنى العباس (٦) ، وكانت داره التى يسكنها ، وهى مدينة عامرة آهلة ذات نخل وزرع وشجر وهي شرقىّ الفرات. وبالجزيرة مفاوز يسكنها قبائل من ربيعة ومضر أهل خيل وغنم ، والإبل عندهم أقل منها بالبادية ، وأكثرهم متصلون بالقرى وبأهلها ، فهم بادية حاضرة (٧) ؛ والزّابان نهران كبيران إذا جمعا يكونان نحو النصف من دجلة ، وأكبرهما مما يلى الحديثة ، ومخرجهما من قرب جبال أذربيجان ؛ وتكريت بلد على غربىّ دجلة أكثر أهلها نصارى ، وأسفل من تكريت فوهة نهر دجيل (٨) (٩) ، الذي يأخذ من دجلة فتعمر (١٠) عليه قطعة كبيرة من سواد (١١) بغداد حتى يقاربها ؛ وعانة مدينة صغيرة فى وسط الفرات ، يطوف بها خليج من الفرات ؛ وحصن مسلمة بلغنى أنه كان لمسلمة بن عبد الملك ، وبه طائفة من بنى أمية ، وماؤه من السماء
__________________
(١) فى ا بدلا منها : فيما يقال ـ وخبرنى من رأى هناك بيتا ينسب إلى أنه كان بيت المال لأمير المؤمنين على بن أبى طالب عليهالسلام أيام صفين.
(٢) فى ب وحدها : رضى الله عنه وهو الدعاء الذي تذكره دائما مخالفة النسخ الأخرى التى تذكره عليهالسلام.
(٣) فى ا : ولهم بها كنيسة أعظم ما يكون.
(٤) تزيد ا : وتكريت هذه على غربى دجلة.
(٥) فى ا : أمير المؤمنين أبى العباس القائم.
(٦) هذه العبارة غير موجودة فى ا
(٧) فى ا : أما أهلها فهم بادية حاضرة.
(٨) يجب ألا نخلط بين نهر دجيل الذي يمر بالأهواز وخوزستان وبين نهر دجيل الذي يذكره المؤلف هنا ، الذي ما هو إلا قناة كانت قبل القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) ، تأخذ ماءها من الفرات عند قرية الرى جنوبى هيت باثنى عشر مرحلة ، متجهة إلى الشرق تسقى منطقى مسكن وقطربل ، ثم تتصل بالمناطق الغربية من بغداد فتسقيها ، وكانت فى القرن الرابع الهجرى معطلة لأنها كانت مطمورة بالطين.
راجع تحقيق Le Strange فى كتابة : بلاد الخلافة الشرقية : The Lands of the Eastern Caliphate ,p.٥٦.
(٩) فى م : فيتعمر
(١٠) قرى بغداد.