بما وراء النهر مدينة لا خراج عليها إلا إسبيجاب ، وحولها مدن وقرى كثيرة. وأما خجنده فمتاخمة لفرغانة ، وهى على غربىّ نهر الشاش ، ليس فى عملها مدينة غير كند ، ولها نهر عظيم يسافر فيه بالمتاجر والمير. وفرغانة اسم الإقليم وقصبتها أخسيكت ، وهى مدينة على شط نهر الشاش يحيط بها سور ، وخارجه ربض يحيط به سور آخر ، وتليها فى الكبر مدينة قبا ، وهى مدينة من أنزه تلك المدن ، لها قلعة وربض وجامع وأسواق ، ثم مدينة أوش وهى عامرة مسوّرة ، بها قلعة ودار الإمارة ، وهى ملاصقة للجبل الذي عليه مرقب مدينة الأحراس على الترك. وأوزكند آخر مدن فرغانة مما يلى دار الحرب ، ولها سور وربض وقلعة ومياه جارية وبساتين ، وليس بما وراء النهر أكبر من قرى فرغانة ، ربما بلغت القرية مرحلة ، لكثرة أهلها وانتشار مواشيهم ومزارعهم. ولفرغانة كور ، لكل كورة منها عدة مدن ، لكل مدينة منها رستاق فيه عدة قرى ، منها : كورة كاسان وكورة جدغل وميان روذان ، ومدينتها خيلام ، وبها مولد الأمير أبى الحسن نصر بن أحمد فى دار خير بن أبى الخير ، ويرتفع من فرغانة أكثر ما فى أيدى الناس من الذهب والفضة والزيبق ، ويخرج من جبالها الچراغ سنك والفيروزج والحديد والصفر والذهب والآنك. وبأسبره جبل حجارة سود تحرق كما يحرق الفحم ، تباع منه ثلاث أوقار بدرهم ، ورماده يبيض الثياب.
المسافات بما وراء النهر
الطريق من وادى جيحون بفربر إلى فرغانة : من فربر إلى بيكند مرحلة كبيرة ، ومن بيكند إلى بخارى مرحلة ، من بخارى إلى الطواويس مرحلة ، من الطواويس إلى كرمينية مرحلة ، من كرمينية إلى الدبوسيّة مرحلة خفيفة ، من الدبوسية إلى ربنجن مرحلة خفيفة ، من ربنجن إلى زرمان مرحلة ، من زرمان إلى سمرقند مرحلة ، من سمرقند إلى باركث
__________________
ابن حوقل ص ٣٩٦) على حدة. وأوال اسم المدينة ولها قرى وهى كورة على حدة ونقاد جبلية وهى اسم الكورة ومدينتها مسكان ليس لها مدينة غيرها وأوش وقبا اسما مدينتين لهما قرى كثيرة وليس فى قبا مدينة غيرها وفى حد أوش أخرى تسمى مدوا. واوزكند اسم المدينة ولها قرى وليس فى عملها مدينة غيرها وقاسان (كاسان ـ ابن حوقل ص ٣٩٦) اسم المدينة واسم الناحية أيضا ولها قرى كثيرة وجدغل اسم الكورة ومدينتها اردلانكث وليس فى عملها مدينة غيرها وميان روذان اسم الكورة ولها قرى كثيرة ومدينتها خيلام وبها مولد الأمير السيد أبى الحسن نصر بن أحمد فى دار خير بن أبى الخير وكروان اسم المدينة ولها قرى وبيسكند وسلات لهما قرى وهما بابان للترك يفضى إليها من ميان روذان كما أن أوزكند باب للترك ويسمى هذا الموضع بهفتده ويعنى سبع قرى كانت للأتراك وافتتحت فى عصرنا وهى قريبة من اوزكند وصارت فى الإسلام ويرتفع من فرغانة مالا يرتفع من بلدان ما وراء النهر لأن بها جبال معادن الذهب والفضة بناحية نقاد واخسيكث وغيرهما ويرتفع الزثبق بسوج من جبالها ..... وبناحية نسيا العليا عيون زفت ومن جبالها يخرج الچراغ سنك والفضة والفيروزج والحديد والصفر والذهب والآنك. وباسبره جبال حجارة سود تحرق كما يحرق الفحم تباع فيها كل ثلاث أوقار بدرهم ونحوه ..... احترق ... وباسبرة أيضا جبال قطع سوداء حالكة وأخرى حمراء وقطع صفراء ـ ألوان مختلفة وفى جباب فرغانة شجر الطبرخون الذي يحمل بزره إلى الآفاق والكولكان الذي لا يكون الا بنواحى أسبيجاب ، ويرتفع من هذه النواحي ونواحى الأتراك النوشاذر مثل الذي يقع من جبال البتم. (هذه النصوص أضاع معالمها خروق فى عدة مواضع ومع أنّ نصوص ابن حوقل تختلف عنها فقد استعنا بها على ضوء الحروف الباقية.)