على بن موسى الرضا عليهالسلام وقبر هارون الرشيد ، ومنها يرتفع البرام (١) ؛ وقبر الرضا من المدينة على نحو ربع فرسخ بقرية يقال لها سناباذ ، وفى جبال نيسابور وطوس يكون الفيروزج ، وكانت دار الامارة بخراسان بمرو وبلخ إلى أيام الطاهريّة ، فنقلوها إلى نيسابور فعمرت وكبرت وكثر مالها من توطّنهم إياها (٢).
وأما مرو فانها تعرف بمرو الشاهجان ، وهى قديمة البناء ، يقال إن قهندزها من بناء طهمورث ، وأن المدينة القديمة من بناء ذى القرنين ، وهي فى أرض مستوية بعيدة عن الجبال ، لا يرى منها جبل وليس فى شىء من حدودها جبل ، وأرضها سبخة كثيرة الرمال ، وأبنيتها طين ، وفيها ثلاثة مساجد للجمعات (٣) ، أما أول مسجد أقيمت فيه الجمعة فمسجد بنى من داخل المدينة فى أول الإسلام ، فلما كثر الإسلام بنى المسجد المعروف بالمسجد العنيق على باب المدينة ، ويصلى فيه أهل الحديث ، وتركت الجمعات (٤) فى المسجد الأول ، ويعرف بمسجد بنى ماهان ، ثم بنى بعد ذلك المسجد الذي على ماجان ، ويذكر أن ذلك المسجد والسوق ودار الامارة من بناء أبى مسلم ، ودار الامارة على ظهر هذا المسجد ، وفى هذه الدار قبّة بناها أبو مسلم كان يجلس فيها ، وإلى هذه الغاية يجلس فى هذه القبّة أمراء مرو ، وهى قبة من آجر ، وسعة هذه القبة خمسون ذراعا فى خمسين ذراعا مسطّحة الظهر ، وفى القباب من داخل نصبة السطح (٥) ، وللقبة أربعة أبواب كلّ باب إلى إيوان ، سمك كلّ إيوان .... (٦) ، وبين يدى كلّ إيوان صحن مربع ، والقهندز فى الكبر مثل مدينة إلا أنه خراب ، وهو مرتفع ، وعلى ارتفاعه قد سيقت إليه قناة ماء جار إلى يومنا هذا ، وربما زرع عليه مباطخ ومباقل وغير ذلك ؛ وأما أسوقها فإنها فى القديم كانت على باب المدينة حيث (٧) المسجد العتيق ، فانتقلت فى أيام أبى مسلم إلى ماجان ، وأسواقها من أنظف أسواق الأمصار ، ومصلى العيد فى محلّة راس الميدان فى مربّعة أبى الجهم (٨) ، ويطوف (٩) بهذا المصلى من جميع وجهاته البنيان والعمارات ، وهو بين نهر هرمز فرّه وماجان ؛ وأرباع البلد معروفة الحدود ، ولأرباعه أنهار معروفة فمنها نهر هرمز فرّه ، وهو نهر عليه أبنية كثيرة من البلد ، وهو مما يلى سرخس فى أول ما يدخل الداخل من سرخس ، وهي أبنية كثيرة كان الحسين بن طاهر بنى فيها تلك الأبنية ، وأراد أن ينقل إليها السوق ودار الإمارة ،
__________________
(١) نوع من الجرار
(٢) تزيدا : حتى انتابها الكتاب والأدباء لمقامهم بها وقد أخرجت نيسابور من العلماء ما قد اشتهر وذكر ممن يكثر عددهم.
وهذه الزيادة لها شبيه مقابل فى كتاب ابن حوقل ص ٣١٤
(٣) فى م : الجماعات والتصويب عن ا ، D
(٤) فى م : الجماعات
(٥) هكذا فى ا ولم يتعرض لهذه التفاصيل غير الاصطخرى وفي م كالآتى : وسعة هذه القبة خمسة وخمسون ذراعا ، وتنص لها من داخل نصية السطح. هذا وفى ج : وسعة هذه القبة (ولم يذكر المساحة)
(٦) بياض في ا أيضا وفى ب ، ج كما هو فى م
(٧) م : جنب والتصويب عن ا
(٨) فى ا : جهم بدون أل
(٩) فى م : يطيف والتصويب عن ا