الشّيخ سالم سعيد بكيّر (١) ، وامبارك عمر باحريش ، فبها انفتحت أذهانهم ، وإن كانا إنّما توسّعا في الفقه بعد انفصالهم عنها ، وأصلهما من الحرّاثين ، ثمّ تشرّفوا بالعلم والذّكاء والفهم ، إلى تواضع ونسك ، إلّا أنّه مشوب بشيء من التّعصّب ، فتراهم لا يرجعون عن رأي ، ولا يذعنون لحجّة.
ومحمّد بن أحمد بن عمر الشّاطريّ (٢) ، ذكيّ نبيه ، وشاعر فقيه.
ومن اللّطائف : أنّ ناظرها السّيّد عبد الوليّ بن طاهر أراد أن يضحك من السّيّد أحمد بن حسين بن عبد الرّحمن بن سهل ، فاستدعاه وهو مارّ بالطّريق ، وقال له : تكلّم على الطّلبة.
فقال لهم : (لا أزيدكم على كلمة ، لقد دامت شوارع تريم ملأى بمراكيب المدعوّين لعذيرة ختاني ثمانية أيّام ، ثمّ إنّ غدانا اليوم رطلان من التّمر المنزوع النّوى من السّوق ـ وهي هذه ـ فلا يمكن لأحد أن يغترّ بالدّنيا ويسكن إليها ، والسّلام).
__________________
الحق ، وإنما اشتبه الأمر عليه ؛ لأن جمعية الحق التي أسست سنة (١٣٣٤ ه) قلب اسمها إلى مدرسة الكاف بعد سنة (١٣٥٢ ه) لأسباب عدة .. وهذا الأمر حدث بعد تخرج هؤلاء الأعلام منها بزمن .. فليعلم.
(١) ولد المفتي العلامة الفقيه الشيخ سالم سعيد بكيّر ـ مصغرا مشددا ـ باغيثان بتريم سنة (١٣٢٣ ه) ، والتحق في صغره بمدرسة جمعية الحق ، وتخرج بالعلامة أحمد بن عمر الشاطري ، والعلامة حامد السري ، والشيخ حسن عرفان.
آلت إليه مقاليد الإفتاء سنة (١٣٥٦ ه) عقب وفاة الشيخ أبي بكر الخطيب ـ آنف الذكر ـ ولم يزل على العمل الصالح متجرا في المتجر الرابح حتى دعاه داعي المنون في (١٢) جمادى الثانية سنة (١٣٨٦ ه).
(٢) العلامة الأوحد ، والجهبذ العبقري المسدد ، مؤسس جمعية الأخوة والمعاونة ، ومفتي الدولة الكثيرية ، والقاضي بالمجلس العالي بالمكلا ، والمفتش في المحاكم الشرعية ، ورئيس بلدية تريم ، ثم المشرف الاجتماعي بمدارس الفلاح الثانوية بجدة .. صاحب المؤلفات الرائقة ، والمجالس الزهية الشائقة. كان مولده بتريم يوم الإثنين (٢٨) جمادى الثانية سنة (١٣٣١ ه) ، وحياته حافلة بجلائل الأعمال التي يضيق عنها نطاق هذه الأسطر ، ومن أراد المزيد .. فعليه بمقدمة «شرح الياقوت».
هاجر المترجم إلى السعودية سنة (١٣٩٣ ه) ونال الجنسية السعودية ، ولم يزل بها حتى دعاه داعي المنون فلبى نداء ربه صائما عشية السبت (٣) رمضان المعظم من عام (١٤٢٢ ه).