المبرّات ، وجعل النّظر للسّيّد عبد الله بن علويّ الحبشيّ وولده حسين ،
ومن حيث إنّهما شهود الوصيّة .. فقد ثبتت بشهادتهما ، لكن لم تثبت الوصاية ؛ لأنّ
فيها شهادة لأنفسهما ، ولمّا بطلت .. أسند منصب ثبي السّيّد أحمد بن حسين النّظر
إلى عيسى.
وفي ثبي كثير
من الأكرة والمساكين ، إلّا أنّ المجاعة الأخيرة اجتاحت منهم الكثير.
وادي الذّهب
هو واد ليس
بالواسع ولا بالضّيّق ، ولكن بين بين ، يبعد عن ثبي شمالا إلى جهة الغرب بنحو
ساعتين ونصف للماشي ، وهو بين جبلين ، وعليه شراج كثيرة ، بعضها للمشايخ
الزّبيديّين آل بو بكر بن عيسى ، يربعون به في أيّام الخصب على ملء الجفان ،
وإكرام الضّيفان ، ويهربون إليه في أيّام الجدب ؛ لكثرة من ينزل بهم من أبناء
السّبيل إذا بقوا بثبي.
وقد نزل به
أولادي حسن ومحمّد على ضيافة الشّهم الكريم الولد عبد الله بن أبي بكر الزّبيديّ ،
على نيّة أن ينقلبوا من آخر يومهم ، فأعجبهم الهواء الطّلق ، والفضاء الرّحب ،
والأنس التّامّ ، فأقاموا به ثلاثة أيّام.
وبعض شراجه
لسكّانه ـ الّذين لا يرحلون عنه خصبا ولا جدبا ولا شتاء ولا صيفا ـ وهم آل براهم ،
وهم من المهرة ، وإنّما نجعوا في أيّام الحبيب عبد الله بن شيخ الثّاني ، وبعضهم يعدّهم من العوامر باعتبار انغماسهم فيهم
بالحلف.
ومن الغرائب :
أنّ نمرا وثب على امرأة من سرواتهم ـ وهي تحطب ـ فاتّقته بمشعب معها وضعته في فمه
، وجعلت تضربه بمسحاة معها حتّى قتلته ، وطمع فيها رجل وهي منفردة تحتطب ، فألانت
له القول ، ولمّا اقترب منها .. ألقت رأسه بين ركبتيها تدوسه ، حتّى شمّ الموت ،
فتعهّد لها بخمس عشرة شاة إزاء ما اجترأ عليها ،
__________________