وقد كان زيد
هذا ـ كما عند ابن خلدون ـ من قوّاد أبي السّرايا مدبّر أمر محمّد بن محمّد بن زيد
بن عليّ زين العابدين ، وكان أبو السّرايا وجّه زيد بن موسى هذا إلى البصرة ، فعاث
وأحرق خلقا كثيرا حتّى سمّوه : زيد النّار.
وفي (ص ٢٧١ ج ٣)
من «تاريخ ابن خلّكان» : (وكان زيد بن موسى الكاظم خرج بالبصرة وفتك بأهلها ،
فأرسل إليه المأمون أخاه عليّا الرّضا يردّه عن ذلك ، وقال له : ويلك يا زيد ؛
فعلت بالمسلمين بالبصرة ما فعلت وتزعم أنّك ابن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلّم؟ والله لأشدّ النّاس عليك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا
زيد ، ينبغي لمن أخذ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يعطي به.
فبلغ كلامه
المأمون ، فبكى وقال : هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلّم.
قلت : وآخر هذا
الكلام مأخوذ من كلام عليّ زين العابدين ؛ فقد قيل : إنّه إذا سافر .. كتم نفسه ،
فقيل له في ذلك؟ فقال له : أنا أكره أن آخذ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
ما لا أعطي به) اه كلام ابن خلّكان
أقول : ومثله
موجود في خطبة عليّ الرّضا يوم بويع له ، فقد قال : أيّها النّاس ؛ إنّ لنا عليكم
حقّا برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولكم علينا حقّ به ، فإذا أدّيتم لنا
ذلك .. وجب لكم علينا الحقّ ، والسّلام.
المبحث الخامس :
اشتبه عليّ وقت
انهيار سدّ سنا ، وقد رأيت في مناقب الحبيب عليّ بن عبد الله السّقّاف ـ تأليف
الحبيب عمر بن سقّاف بن محمّد الصّافي ، السّابق ذكره في السّوم ـ : (أنّ الحبيب
عليّا المذكور اجتمع بالسّيّد الجليل حسن بن عبد الله بن علويّ الحدّاد ، فسأله عن
ارتفاع قبر المهاجر ، فقال : لعلّه خشية السّيول السّابقة الهائلة مع عدم الخدّ في
الأرض ، لأنّه لم يحدث إلّا بعد زمان الفقيه المقدّم بسيل قاحش ، الّذي أخبر عنه
في غيبته ، قال الحبيب عليّ : هذا هو الّذي أراه) اه بمعناه وفيه إشكالات وفائدة :