وقال في «المسلك
السّويّ» أيضا : (ولمبالغة الشّافعيّ في تعظيمهم .. صرّح بأنّه من شيعتهم حتّى
نسبه الخوارج إلى الرفض) اه
وذكر الذّهبيّ
: أنّ والي اليمن كتب إلى العراق : إن كنتم لطاعة أهل اليمن أرسلتم الشّافعيّ ..
فإنّه يعمل مع الطّالبيّين للخروج ، فأرسلوا به إلى العراق مكبّلا بالحديد ، وممّا
قال حين اتّهم بالرّفض [من الكامل] :
إن كان رفضا
حبّ آل محمّد
|
|
فليشهد
الثّقلان أنّي رافضي
|
وفي «المسلك»
أيضا عن الأستاذ الحدّاد أنّه قال : (جاءني جماعة من علماء مكّة يسألونني عن مذهبي
، فأردت أن أقول لهم : مذهبي الكتاب والسّنّة ، لكن حصلت محاذرة ؛ خوفا عليهم من
الإنكار.
وهذه إشارة إلى
أنّه مجتهد لا مقلّد ، وكثيرا ما أسمعه يقول عند المذاكرة في المسائل : وعندنا
فيها رأي آخر ، لكنّ التّمسّك بمذهب الشّافعيّ كافي) اه
ونقل عن
الأستاذ أيضا أنّه قال : (أريت أصول أهل الأصول ، لكن يغلب علينا الرّجاء حتّى
للمخالفين من الفرق. وهذه المسألة متّصلة بالذّوق ، ولا يمكن التّعبير عنها ؛
لخفاء الحقّ فيها ، فلا يعلم إلّا في الدّار الآخرة.
وادّعى أناس
أنّهم حقّقوها ، ولم يظهر لنا ذلك ؛ لأنّ التّدقيق لا تحيط به العبارة ، ولا بدّ
أن يقع في الغلط من يعبّر عنها ؛ كقول الغزاليّ : ما في الإمكان أبدع ممّا كان) اه
وقوله : (حتى
للمخالفين من الفرق) أي : الإسلامية ؛ لإجماعهم على تكفير من لم يدن بدين الإسلام
ـ كما فصّلناه في «السّيف الحاد» ـ وكلّ من يعتقد بنجاة ملّة غير الإسلام .. فهو
كافر ، وقد حاول البهائيّون ـ الّذين ذكرهم فريد وجديّ ـ أن يوحّدوا بين الأديان ،
فوقعوا في شرّ من كفر اليهود قاتلهم الله أنّى يؤفكون. ومنهم القائلون بالإباحة من
أهل الوحدة المطلقة الّذين يعتقدون بأنّ الباري عزّ شأنه هذا الوجود السّاري في
الموجودات الظّاهر فيها على اختلاف صورها وأنواعها بحسبها .. فهو في الماء ماء ،
وفي النّار نار ، وهو حقيقة كلّ شيء وماهيّته ، ووجود كلّ موجود صغير