يتأثّل مالا ، وكانت قيمة أثاث بيته ـ يوم توفّي ـ لا تزيد عن ثلاثة عشر ريالا.
علّامة ليس في فتواه سفسطة |
|
للسّائلين ولا في حكمه جنف (١) |
في هديه خلف عن جلّ سبّقه |
|
وربّما جاز قدر الذّاهب الخلف |
حيث الحقوق قيام في مقاطعها |
|
وكلّ من حاكم الأيّام ينتصف |
ولمّا توفّي سنة (١٣٢٨ ه) .. كان المرشّحون للقضاء : السّيّد محمّد بن حامد بن عمر السّابق ذكره. والسّيّد عبد الله بن حسين بن محسن.
فرجحت كفّة الثّاني ، وتحلّب الأوّل مرارة الفشل مرّة ثانية ، ولكنّه تجلّد وكظم غيظه ـ على خلاف طبعه ـ ؛ إذ لم يكن له عن الأمر معدى ، مع أنّه لم يكن بعيد الغور.
ودامت ولاية الثّاني إلى حدود سنة (١٣٤٠ ه) ، ثمّ انفصل بعد أن صار ما لا يحمد ، وكان الزّمان تغيّر ، وساء الظّنّ بالواحد فأسند إلى جماعة ، هم : الشّيخان : محمّد بن محمّد باكثير ، وعوض بكران الصّبّان. والسّادة : علويّ بن عبد الله بن حسين ، ومحمّد بن حسين بن محمّد الجفريّ ، والشّيخ عبد الرّحمن بن محمّد بارجاء. ولم تطل مدّة ولايتهم.
وأحيل بعدهم إلى الشّيخين : محمّد بن محمّد باكثير ، ومحمّد بن مسعود بارجاء ، والسّيّد عمر بن سقّاف بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر السّقّاف (٢).
ثمّ مات السّيّد عمر ، واستقلّ به الشّيخان ، ثمّ انعزلا ، وولي الشّيخان : عبد القادر وعبد الرّحمن ابنا محمّد بن محمّد بارجاء ، ثمّ مات الأوّل ، فأبقي الثّاني مستقلّا إلى أن لصقت به ريبة ، فضمّوا إليه الشّيخ محمّد بن مسعود بارجاء ، ثمّ سافر الشّيخ عبد الرّحمن فاستقلّ به محمّد مسعود بارجاء ، ثمّ سافر الشّيخ عبد الرّحمن فاستقلّ به محمّد مسعود ، ثمّ ضمّوا إليه السّيّد محمّد بن أحمد كريسان (٣).
__________________
(١) الأبيات من البسيط ، وهي للشريف الرضي في «ديوانه» (٢ / ٧) بتغيير يسير.
(٢) حفيد السيد عبد الله بن عمر السابق ذكره ، ولد سنة (١٣١٠ ه) ، وتوفي سنة (١٣٤٣ ه) عن (٣٢) عاما. «التلخيص» (٨٧).
(٣) توفي بسربايه في حدود سنة (١٣٦٩ ه).