(١٣٣٦ ه) ، ووقع اختيار آل أحمد بن زين ومنصب الحدّاد على السّيّد عمر بن عبد الله بن محمّد بن أحمد الحبشيّ ، وكان فكها أديبا ، له نوادر وولع كثير بالأغاني والأوتار ، وله تهجّد واتّصال بالسّادة الأخيار ، ولهذا ذكرت في تأبينه ما جرى بين معاوية وإحدى نسائه في عبد الله بن جعفر ؛ فلقد سمعته في أغانيه بين جواره وأصحابه ، فقالت لمعاوية : تعال ، فهذا الّذي أنزلته بين جلدك ولحمك كيف يفعل؟! فسكت ، ولمّا كان من آخر اللّيل .. سمعه يرتّل آيات القرآن فأنبهها وقال لها : تعالي فاسمعي مكان ما أسمعتيني.
على أنّ لي في الأوتار كلاما لم أسبق إليه ، فصّلته في الفائدة (٢٤) من «بلابل التّغريد» ، وكانت وفاة السّيّد عمر بن عبد الله في آخر جمادى الآخرة من سنة (١٣٦١ ه) ، وخلفه السّيّد عليّ بن عبد الرّحمن الحبشيّ ، وهو رجل لطيف شديد التّواضع ، جميل الأخلاق (١) ، وقد زاده نبلا في عيني ، ومحبّة في صدري : أنّ النّجم الهادي عبد الله بن عمر بن سميط ربّاه في شبام ؛ إذ كان خال أمّه ، وماتت وهو في السّابعة وقد فقد أباه من قبل ذلك ، أطال الله عمره وإيّانا في خير وعافية ، وكانت منصبتهم ولا سيّما في أيّام السّيّد محمّد بن أحمد وولده عبد الله ، عبارة عن دولة قاهرة ، وسلطان نافذ ، إلّا أنّها لم تخل من شيء من الاستطالة ، أمّا الآن .. فقد تلاشى نفوذها بما كان من تداخل الأجانب بحضرموت.
وفي الحوطة بقايا من بني سعد ، ومن آل وبر ، ومن آل الجرو ، ومن آل مشعبي ، وآل باشراحيل ، وآل باطاهر ، وآل سمير ، وآل التّوي ، وآل بشير ، وآل غانم ، وآل باسيف (٢) ، وآل جوبح ، وآل مربش ، وآل الجريديّ وغيرهم.
__________________
(١) توفي السيد علي بالحوطة سنة (١٣٨٦ ه) ، والقائم بمنصب آل أحمد بن زين اليوم هو السيد الفاضل شيخ بن عبد الله بن سالم بن طه الحبشي.
(٢) وبها أيضا آل باقلاقل ، وآل جوبح ، وآل مربش ، وسادة من آل بلفقيه ، وأما آل مشعبي .. فشهرتهم في سيئون ؛ لأنهم كانوا تجارا بها ، حتى إن الشاي كان ينسب لهم فيقال : شاهي مشعبي ، وآل باطاهر كثير منهم في الحاوي.