القارّة إلى جهة الجنوب ، ابتنوه في الوقت الأخير على أنقاض أطلال بالية ،
يحيط به فضاء واسع ؛ لأنّ النّظر يمتدّ منه جنوبا إلى أن ينقطع أمده دون أقصى وادي
بن عليّ ، وغربا إلى أقصى وادي نعام ، وشرقا إلى أقصى حضرموت ، وشمالا إلى فرط
قبوسه.
وتحفّ به تربة
طيّبة ، تدلّ على سابق عمران ، وخصوبة جناب ، فلهو جدير أن يكون محرّفا عن قراقر
الّذي يقول عمرو بن شاش الأسديّ في روضته [من الطويل] :
وأنت تحلّ (الرّوض)
(روض قراقر)
|
|
كعيناء مرباع
على جؤذر طفل
|
المحترقه
هي واقعة في
شرقيّ هدّامه إلى شماله ، وهي المسمّاة في سابق الزّمان : أنف خطم.
وفيها صدر
الحكم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين المتنازعين في أرض منها ، حسبما
هو مفصّل ب «الأصل».
وفيها كان غدر
آل وبر بولاة الحول آل الجرو ؛ فلقد استأصلوهم قتلا في سنة (٦٠٤ ه) ، وما أفلت
منهم إلّا عشرة.
وآل وبر من
همدان ، كانت مساكنهم بالجوف خلف صنعاء ، فنجع هؤلاء إلى حضرموت ، وبه يتأكّد ما
تقرّر من الفرق بين نهد قضاعة ونهد همدان ، ووجود الفرقتين بحضرموت.
وكان آل الجرو أمراء على الحول ، ولهم خيل وحول وقوّة وشوكة ، غير أنّ
آل وبر أخذوهم بالحيلة.
__________________