ومن وراء الموزع : خشامر ، وهي : قرية آل عليّ جابر اليافعيّين ، وهم قبيلة خشنة.
تنميهم من ذي رعين أسرة |
|
بيض الوجوه إلى المكارم تنتمي (١) |
من كلّ أغلب ودّه أنّ ابنه |
|
يوم الحفاظ يموت إن لم يكرم |
ولو لم يكن لهم إلّا سالم بن يحيى بن عبد الحبيب بن عليّ جابر ، السّابق ذكر أكرومته في غياض الشّحر .. لأبقى لهم مجدا مخلّدا. ولهم مع الدّولة القعيطيّة حروب ومواقف لم تضرع فيها خدودهم (٢) ، ولم تعثر منها جدودهم (٣).
من ذلك : أنّ الحدّاديين أفسدوا بعض نخل آل عليّ جابر بالقاز ، ومن عاداتهم : أنّ من فعل هذا الفساد لا يخفره أحد ، ولكنّ ناصر محمد الدّهريّ ـ وقت ما كان على شبام من جهة القعيطيّ ـ أعطى ثلاثة من الحدّاديين خفارة بعبد ، فتعرّضهم آل عليّ جابر وقتلوا الثّلاثة وهرب العبد ، فحطّ عليهم ناصر بالمدافع ، ولكنّ السّيّد أبا بكر ابن عبد الله المحضار وأخاه محمّدا كانوا ودّا لآل عليّ جابر ، فكلّموا السّلطان غالب بن عوض فيهم ، فأمر برفع المحطّة.
ومنها : أنّ لآل عليّ جابر كوتا في أرض تسمّى الصباح ، شرقيّ خمور وقبل خميّر ، بعضها عامر وأكثرها غامر ، فادّعاها عليّ بن صلاح في أيّامه للقعيطيّ ، ولمّا جاء الخريف .. قال لأكراته : اذهبوا فعرّشوا فيها ، فطردهم آل عليّ جابر ، فأرسل بجماعة من آل الدّهريّ وطائفة من العبيد ليفعلوا ما قدروا عليه في آل عليّ جابر ، ولكنّ آل عليّ جابر أطلقوا عليهم الرّصاص بمجرّد ما وصلوا ، فسقط خمسة من العبيد مع الباروت وهرب الباقون ، فحطّ عليهم عليّ بن صلاح بالمدافع ثلاثة أشهر بدون نتيجة ، فأشار على بعض آل كثير بالتّوسّط ، فتواضعوا على الهدنة وتفويض الأمر للسّلطان عمر بن عوض ، فأرضى آل عليّ جابر عن الأرض بثلاثة آلاف ريال ،
__________________
(١) البيتان من الكامل ، وهما للبحتريّ في «ديوانه» (١ / ١٤٤) بتغيير بسيط.
(٢) ضرع الخدّ : كناية عن الذّلّ ، وعدمه كناية عن عدمه.
(٣) جدودهم : حظوظهم.