الإنكليزيّة من أيام جدّه ، إلّا أنّه متمسّك بسائر حقوقه ، ولم يظفروا منه
بغير مطار في موضع يقال له : صلاله ، على مقربة من ظفار ، وهو لا يمكّن الإفرنج من
الاختلاط برعاياه ، ولا بدّ لمن أراد حاجة من سوق ظفار أن يأخذ عسكريّا معه ذهابا
وجيئة ، ويأخذ العشور في كلّ ما يصلهم في الطّيّارات وغيرها ، ولا يبيح لهم
التّداخل في شيء ما من أحوال بلاده ، ورفض أن يقبل عملتهم بالورق ، ولا تزال عملة
بلاده بالرّيال الفرانصة إلى اليوم ، إلّا أنّه لا يبيح لامرأة من رعاياه أن
تتزوّج بغيرهم ، وعنده قاضيان : قاض للإباضيّة ؛ ومنهم : السّلطان
والعائلة المالكة ، وقاض شافعيّ هو السّيّد أحمد بن محمّد البيتيّ من آل محمدة
بحجر.
وقد عوّد الله
أهل ظفار هطول الأمطار من نجم الشّول إلى تمام ثلاثة أشهر بلياليها ، لا يتخلّف
عنهم هذا الموسم أبدا ، وقد تأتيها الأمطار في غير ذلك الوقت ، وخيراتها دارّة ،
وبركاتها كثيرة ، ويتحدّث النّاس أنّ بها عود الإكسير.
وفي ظفار ناس من
السّادة آل عمر باعمر ، وآل الحدّاد ، وآل باعبود ، وبيت واحد من آل الشّيخ أبي
بكر ، وقبائل ضواحيها من آل كثير ، فمنهم : المراهين ، يبلغون ثلاثين رجلا. وآل
فاضل ، يبلغون عشرين. والشّنافر ، يبلغون خمسين. وبيت راس ، خمسون. وآل عليّ بن
كثير ، نحو ستّ مئة رجل.
وممّا يجب أن
يلفت النّظر إليه : أنّ الشّنافر بيت من بيوت آل كثير لا يعمّهم فضلا أن يطلق على
من سواهم.
وقبائل المهرة
كثيرة ، يبلغ مجموعها اثني عشر ألف رجل ، منهم : آل اليزيديّ ، لا ينقصون عن ثمان
مئة رجل ، وهم بسيحوت. وآل بن كلشات بالغيضة ، وحصويل نحوهم. وآل الجدحيّ بقشن ، كذلك نحو سبع مئة. وآل ابن عبنان كذلك ببادية
الغيضة نحو سبع مئة. وآل عفرار ـ بيت السّلطنة ـ لا يزيدون ـ كما مرّ ـ عن ثلاثين
،
__________________