والعبادة ، ودخل الأربعينيّة مرارا ، وسار إلى الشّحر وإلى دوعن وحضرموت ، وزار الصّالحين بها ، ثمّ رجع إلى عدن واستوطنها ، وله مصنّفات في الحقيقة ، تدلّ على فضله واتّساع علمه ، وكان يحضر السّماع ويتواجد ، توفّي لسبع خلت من ربيع الآخر سنة «٨٨٥ ه» بعدن ، قبيل أبيه بقليل ، وللغواة فيه اعتقاد ، خصوصا يافع والهنود. وربّما تخلّف عن الجمعة ، والظّاهر من حاله أنّه لا يتخلّف عنها إلا لعذر شرعيّ ، وله أشعار جيّدة ، وقد أفتى وهو ابن اثنتي عشرة سنة) اه (١)
ولا يحصى كثرة من أنجبته الشّحر من رجالات الفضل والعلم ، وقد ألّفت لذلك الكتب ؛ ككتاب : «نشر المحاسن المسكيّة في أخبار فضلاء الشّحر المحميّة» (٢) للسّيّد باحسن (٣).
وفي «الأصل» : (أنّ والد الشّيخ عبد الله القديم عبّاد ـ وهو الشّيخ محمّد بن عبد الرّحمن مولى السّاس سار إلى الشّحر ، ودفن بمقبرة الخور عند الشّيخ أبي فادة (٤) ، وكان ذلك أوائل القرن السّابع) اه (٥)
__________________
وعلى القاضي محمّد ابن كبّن العدني. وفي «الهجر» أن وفاته (٨٧٧ ه) ، وهو وهم ، فليصحح.
(١) الشاهد في هذا النقل : ذكر الشحر فيه ، ودخول العلامة الذبحاني إليها ، تدليلا على وجود علماء بها آنذاك.
(٢) الصّواب أنّ اسمه «نشر النّفحات المسكيّة في أخبار الشّحر المحميّة» ، كما ورد في مقدّمته من النسخة التي بخطّ مؤلّفه ، وكما ورد في ترجمته في «تاريخ الشعراء» (٥ / ٦٣). احتوى هذا الكتاب على تراجم جملة من صالحي الشّحر وعلمائها ، وعرض أيضا إلى أخبارها السّياسيّة وذكر حكّامها وحوادثها ، وهو كتاب نفيس ، يستحقّ النّشر ؛ لاحتوائه على تراجم كثير من المتأخّرين ممّن عاصرهم المؤلّف ، ولعلّ البعض لم يترجم لهم في سواه ، يقع في جزأين.
(٣) هو السّيّد الأديب الأريب عبد الله بن محمّد بن عبد الله باحسن جمل اللّيل ، باعلويّ الحسينيّ. ولد بالشّحر سنة (١٢٧٨ ه) وبها توفّي سنة (١٣٤٧ ه) ، طلب العلم بسيئون عند الحبيب عليّ بن محمّد الحبشيّ ، وأخذ عن عدد من العلماء كالشّيخ ناصر بن صالح ابن الشّيخ عليّ ، والشّيخ محمّد بن سالم باطويح ، والسّيّد علويّ المشهور ، والسّيّد عبد الله بن محسن السّقّاف ، وأجلّ شيوخه السّيّد عبد الله بن سالم عيديد. آثاره : له التّاريخ المذكور ، ونظم «السّفينة» ، ورسالة سمّاها «عقد الاتّفاق على افتتاح مدرسة مكارم الأخلاق». ينظر «تاريخ الشّعراء» (٥ / ٦٣ ـ ٧١).
(٤) كذا بالأصل ، وعند شنبل : أبي حارة.
(٥) تفرّد المؤرّخ شنبل بإيراد خبر وفاة الشّيخ باعباد في الشّحر ، وذلك سنة (٦٢٢ ه) ، ونصّ الخبر