العظيم ابنه سعود (١) المتوفّى سنة (١٢٢٩ ه) .. فامتلكوا البلاد ، ولم يؤذوا أحدا في حال ولا مال ، ولم يهلكوا حرثا ولا نسلا ، وإنّما أخربوا القباب ، وأبعدوا التّوابيت ـ وقد قرّرت في «الأصل» ما ذكره ابن قاسم العبّاديّ من حرمة التّوابيت.
وأمّا القباب : فإن كانت في مسبّلة (٢) .. فحرام ، وإلّا .. فلا ، بشرطه (٣) ، ولم يعترضهم آل بريك.
وأقاموا بالشّحر أربعين يوما ، ثمّ ركبوا سفائنهم وعادوا لطيّتهم (٤).
وفي سنة (١٢٢٧ ه) : نشب الشّرّ ما بين الكساديّ ـ صاحب المكلّا ـ وآل بريك ، وامتدّت المناوشات بينهم زمانا طويلا في البحر والبرّ.
وفي سنة (١٢٤٢ ه) : توفّي ناجي بن عليّ ؛ وكان خادما للدّين ، شديد الغيرة على شعائره ، لا يخرج عن رأي الإمام الحبيب حسن بن صالح البحر في ذلك ، حتّى لقد أمره أن لا يمكّن أحدا من البادية يدخل الشّحر ليمتار (٥) إلّا بعد أن يحلف اليمين على أن لا يقصّر في الصّلاة ، فحصل بذلك نفع عظيم ، وصلاح كبير ، حتّى جاء العوابثة في قطار لهم ، فلمّا أرادوا أن يدخلوا من سدّة العيدروس وهي باب الشّحر الشّماليّ .. عرضوهم على العهد ، فأبوا ، وصرفوا وجوه إبلهم إلى الغيل عند رفاقهم آل عمر باعمر ، وارتجزوا بقول شاعرهم :
قولوا لناجي بن عليّ |
|
كلّين يوخذ له ملاه |
ماراس بن عوبث غلب |
|
ما بايعاهد عالصّلاه |
واختلفوا في تفسير هذا : فقوم يحملونه على العناد والمجاهرة بالفساد.
__________________
(١) هو سعود بن عبد العزيز بن محمد ، ولد سنة (١١٦٣ ه) ، وهو المعروف بسعود الكبير ، ولي الحكم بعد مقتل أبيه ، وكان على جانب من العلم ، مات سنة (١٢٢٩ ه) «الأعلام» (٣ / ٩٠).
(٢) المسبّلة : المقبرة الّتي جعلت سبيلا لعامّة النّاس.
(٣) أي : يحرم بناؤها إن كانت المقبرة مسبّلة ، ولا يحرم ذلك إذا كانت ملكا خاصا أو غير مسبّلة.
(٤) الطّيّة : الناحية.
(٥) يمتار : يأخذ الطّعام لأهله.