في بيته السّابق في المقدّمة (١) ، وسبط ابن التّعاويذيّ بقوله [من الكامل] :
إن كان دينك في الصّبابة ديني |
|
فقف المطيّ برملتي يبرين |
وهو من قصيدة شاعرة يمدح بها صلاح الدّين ، ويعارض بها قصيدة صرذر المستهلّة بقوله :
أكذا يجازى ودّ كلّ قرين
وفي الجزء الأوّل [ص ٢١٩] من «الإكليل» : (أنّ معدا كانت بتهامة ، فلمّا قاربت بلد حكم ابن سعد بن مذحج .. حاربتهم سعد العشيرة وأخرجتهم إلى الحجاز ، وفي ذلك يقول عامر ابن الظّرب العدوانيّ [من الوافر] :
فسعد أرحلت منها معدّا |
|
وكيف تصاقب الدّاء الدّفينا (٢) |
وممّا ينسب إلى تبّع في ذلك قوله [من البسيط] :
عطفت خيلي على عيلان إذ قفلت |
|
فأنزلتهم بدار الجوع يبرينا |
أرحلتهم من بلاد الرّزق كلّهم |
|
فما يذوقون رمّانا ولا تينا |
وبطون قيس تنجع في البلاد شرقا وغربا ، وتوغّل في بلدان الأعاجم ، وفيهم السّلطان ، وما تحدّث نفوسها بمأرب أن تطرّفها (٣) إلى غيرها ؛ فضلا عن النّزول بها) اه باختصار.
وقد ذكرنا في غير هذا الموضع : أنّ اليمن ما زالت قاهرة لعدنان حتّى كان يوم حزاز وعلى عدنان وائل ، فقهروا اليمن ، ثمّ اتّصل ذلك بعد عدنان في الإسلام ؛ فإن أراد الهمدانيّ ما قبل ، وإلّا .. فكلامه مردود ، وهو لم يكن إلّا في القرن الرّابع وحمير مقهورة لا قاهرة ، ومرؤوسة لا رئيسة ، وهذا جاء في البين لمناسبتين مارّتين .. فلنعد لما نحن فيه.
__________________
(١) والبيت هو :
بلغن أقصى الرمل من يبرينا |
|
وحضرموت وبلغن الصينا |
(٢) تصاقب : تجاور وتلتصق.
(٣) أي : تنزل بأطرافها.