فراجع «تثبيت الفؤاد» فتعسّرت عليه ؛ لعدم ترتيبه ، ولكنّه وقع على أهمّ منها ، وذلك أنّه جاء فيه [١ / ٧٢ ـ ٧٣] ما يأتي :
لو لا أنّ هذه ـ يعني تريم ـ دار هجرتنا .. لخرجنا منها ، ولا موضع لهجرتنا إلّا مرباط ، غير أنّه لا يمكننا ذلك لثقل الكلفة في التّحمّل بالنّساء والصّغار والولدان.
ثمّ قال : نحفظ عن بعض جدّاتنا عن أبيها ـ وهو من أهل الكشف ـ أنّه أغمي عليه عند موته بحضورها ، ثمّ أفاق فقال : عادكم تقولون : يا حيّا دولة الكثيريّ ، ثمّ أغمي عليه ، ثمّ أفاق فقال : يأتي على النّاس زمان ما لهم مفرّ إلا ثمود ، ثمّ مات على إثر ذلك.
وقال الحدّاد ـ أيضا بإثر ذلك ـ :
ما في تريم إلّا الوطن |
|
إنّ الإبل تهوى العطن |
وقد سبق في صيف من أرض دوعن أنّ القطب الحدّاد كان يذكر الانتقال إليها أيضا.
وما جاء من ذكر المفرّ إلى ثمود عن ذلك الرّجل الصّالح في الحالة الّتي لا يتّهم فيها الكاذب .. يبشّر بمستقبل ضخم لتلك النّواحي ، بدأت تتمخّض به الأيّام. والله العالم وحده ماذا يكون الحال عند الأولاد فيما بعده ، جعل الله العاقبة إلى خير.
وغير بعيد أن يأتي هنا موضع ما سبق في ميفع.
وقد ظهر تصديق فراسة ذلك الرّجل الصّالح الأولى : بتمنّي النّاس أيّام الدّولة الكثيريّة الّتي تضعضعت ثمّ بادت بيافع ، وما تصديق الفراسة الثّانية ببعيد.
وفي نجد المناهيل : وادي قتاب ، وهو واسع جدّا ، حتّى لقد قيل : إنّه أوسع من وادي حضرموت على العرف المصغّر مرّات (١).
وفيه أيضا : وادي قيصوم ، وهو واسع أيضا ، واقع في جهة الشّمال إلى الشّرق من وادي عيوه ـ بكسر العين المهملة وسكون الياء المثنّاة من تحت وفتح الواو ـ زنة عيوه الصّيعريّة.
__________________
(١) أي : في تحديد حضرموت السابق أول الكتاب.