الأخ عبد الله بن عمر الشّاطريّ في اليوم التّاسع ، والفاضل النّبيه الأخ حسن بن إسماعيل في اليوم العاشر. وكانت الزّيارة في تلك السّنة أعيدت إلى ما كانت عليه ، بخلاف سنة (١٣٤٠ ه).
وكان الذّكيّ اللّغويّ المرحوم محمّد بن أحمد بن يحيى معنا ذلك العام (١) ، فاختزل خطبتي في حفل السّادة آل الشّيخ أبي بكر بن سالم ، فأضيفت إلى مجموعة الخطب.
وفي تلك المرّة كانت ضجّة خفيفة بسبب أنّني كنت مقيما بتريم ، ومنها عزمت إلى شعب نبيّ الله هود عليه السّلام مع آل سيئون ومن لفّهم ، وقد طال مجلس الخطابة في اليوم الثّامن حتّى وجبت الظّهر ، فصلّيتها بهم والعصر مقدّما معها مقصورتين ، فزعم بعضهم أن لا رخصة لي ؛ لأنّ المسافة من تريم إلى شعب نبيّ الله هود عليه السّلام لم تبلغ القصر ، فقلت لهم : إنّني بركوبي من تريم أنشأت سفرا طويلا منها إلى الشّعب وإلى سيئون إيابا ، بدون تخلّل إقامة قاطعة للسّفر ، وذكرت لهم قول العلّامة ابن حجر في «التّحفة» : (يقع لكثير من الحجّاج أنّهم يدخلون مكّة قبل الوقوف بنحو يوم ناوين الإقامة بمكّة بعد رجوعهم من منى أربعة أيّام فأكثر ، فهل ينقطع سفرهم أو يستمرّ إلى عودهم من منى ؛ لأنّه من مقصدهم ، فلا تؤثّر نيّة الإقامة إلّا عند الشّروع فيها؟ للنّظر فيه مجال ، وكلامهم محتمل ، والثّاني أقرب) اه
فاقتنع بعضهم ، وأصرّ آخرون على تخطئتي .. وللنّاظر البحث.
ثمّ ذكّرني الولد الفقيه علويّ بن عبد الله أنّ البحث طال في المسألة أيّام تدريسي في «المنهاج» والتزامي بإملاء عبائر «التّحفة» و «النّهاية» و «الأسنى» وحواشيهما من حفظي بعد التّعليق وكان سيّدي الوالد علويّ بن عبد الرّحمن السّقّاف هو الّذي قلّدني ذلك والعود ريّان ، والعارض عريان ، والشّيوخ كثير ، وعدد أهل العلم وفير ، فكنت كما قال نهار بن توسعة [من الخفيف] :
قلّدته عرى الأمور نزار |
|
قبل أن تهلك السّراة البحور |
__________________
(١) أي : سنة (١٣٥٠ ه).