مع العطف لكنها تجعل الجملتين (١) كجملة واحدة (٢) فيكتفي بالربط في الأولى.
فالمعنى (٣) : الذي إذا يطير فيغضب زيد الذباب ، أو يفهم منها سببية الأولى (٤) للثانية.
فالمعنى : الذي يطير فيغضب زيد بسببه الذباب.
ويمكن أن يقدر فيه ضمير ، أي : الذي يطير فيغضب (زيد بطيرانه الذباب).
(وإذا عطف) أي : إذا وقع العطف بناء على (٥) (علة) وجود (عاملين) بأن عطف اسمان على معمولهما بعاطف واحد.
وقال بعض شارحي اللباب : الأظهر عندي أن العطف هاهنا محمول على معناه اللغوي ، أي : إمالة الاسمين نحو : العاملين ، بأن يجعلا معموليّهما ، وأكثر الشارحين (٦) على أن المعنى على معمولي عاملين.
__________________
(١) وتوجهها وقرر الجواب بوجوه أربعة : أحدهما : وهو ما ذكره المصنف إن الفاء للسببية لا للعطف ولا يشترط فيها ذلك ، والثاني : أنها للسببية مع العطف لكن السببية تجعل الجملتين كجملة واحدة فتكتفي بالربط الواحد وهو الذي في الأولى كما في الجملة الواحدة ، والثالث : أن يفهم من السببية سببية الجملة الواحدة والثالث أن يفهم من السببية سببية الجملة الأولى للثانية لا مطلق السببية فيكون المعنى الذي يطير فيغضب زيد بسببه فيكون في قوة الربط فلا حاجة إلى العائد والرابع تقدير الرابط أني بسبب طيرانه. (وجيه الدين).
(٢) لأن السبب والمسبب كلاهما واحد مثل الشرط والجزاء ولأن الفاء كلما كانت موضوعة للجمع وإن كان فيها تعقب جعلت جزءا من الأولى. (توقادي).
(٣) هذا على التقديرين من كون الفاء للسببية المحضة وللسببية مع العطف وفيه إشارة إلى أن فاء السببية مطلقا فإن الجزاء لشرط محذوف كما أشار أيه بقوله : (إذا بطير) اه. (ح هندي).
(٤) فهو أيضا معنى فاء الجزاء كما أشار إليه بقوله : (فالمعنى الذي يطير فيغضب زيد بسببه). (حاشية).
(٥) يعني : ليس على صلة عطف ؛ لأن كلمة على لو كانت صلة عطف لكان المعنى إذا عطف على عاملين بدون تقديرينا وح بناء يكون العاملون معطوفا ن عليهما وهو خلاف الظاهر ولا يوافق سوق الكلام. (حاشية).
(٦) قوله : (وأكثر الشارحين) يوهم بظاهره أنهم شارحوا للباب وليس كذلك وقوله : وإنما قال آه ظاهر في أنه مع الأكثر لكن الأظهر ترك ما نقله عن البعض مع أول كلامه. (ح).