إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ملّا جامي [ ج ١ ]

507/527
*

اتصال الضمير المجرور بجاره أشد من اتصال الفاعل المتصل بفعله ؛ لأن الفاعل إن لم يكن ضميرا متصلا جاز انفصاله ، والمجرور لا ينفصل من جاره ، فكره (١) العطف عليه (٢) ، إذ يكون كالعطف على بعض حروف الكلمة.

وليس (٣) للمجرور ضمير منفصل ـ كما يجئ في المضمرات ـ حتى يؤكد به أولا ثم يعطف عليه كما عمل في المرفوع المتصل ، وفي (٤) استعارة المرفوع له مذلة.

ولا يكتفي (٥) بالفصل ؛ لأن الفصل لا تأثير له إلا في جواز ترك التأكيد بالمنفصل للاختصار ، فحيث لا يمكن التأكيد بالمنفصل لعدمه لا يتصور له أثر ، فيكون يكتفي به؟

فلم يبق إلا إعادة العامل الأول (نحو : (مررت بك (٦) وبزيد) و (المال بيني وبين

__________________

(١) قوله : (فكرة العطف) تفريع على قوله : لأن اتصال الضمير المجرور بجارة أشد من اتصاله الفاعل المتصل وملخص أن لما كره العطف على الضمير المتصل بلا تأكيد بالمنفصل بسبب كما ل اتصاله بعامله واتصال الضمير المجرور بجاره أشد منه وأكمل لما عرفت كره العطف على الضمير المجرور بطريق الأولى. (أمير).

(٢) لئلا يلزم العطف على الجر والتأكيد غير ظاهر لاحتياجه إلى استعادة المرفوع للمجرور ولامتناع الانفصال فيه. (هندي).

(٣) كأنه قيل : فلما كان لا بد من تأكيده قلم لم يؤكد المجرور بمنفصل كما أكد المرفوع بمنفصل فأجاب بما شرى. (جلبي).

(٤) جواب عن سؤال مقدر وهو أن يقال لم يستعار الضمير المرفوع للضمير المجرور نحو مررت بك أنت وزيد فأجاب بقوله : (وفي استعارة المرفوع) (غجدواني). والأولى أن يقال وفي استعارة المنصوب لمناسبة المجرور ولأن المجرور منصوب ومحلا وفيه أن تأكيد المجرور بالمرفوع واقع كما قالوا مررت بك أنت. (محمد أفندي).

(٥) ولما توهم أيضا أنه إذا لم يجز التأكيد بالمنفصل وفي إقامة المرفوع المنفصل مقام المجرور ابتذل فليكتف كما اكتفى في المرفوع المتصل دفعه بقوله. (شرح).

(٦) والمرور فيما هو واجب لإعادة واحد وفي الجائز نحو مررت بزيد وبعمر واثنان والمعطوف متعلق بالمعطوف كالمعطوف عليه وقد يعاد للتأكيد ونحوه. (حاشية قصي).

ـ إذا أكد الضمير المجرور كقولك مررت بك أنت وريدا اختلف فيه فذهب الأجر ومن إلى جواز العطف مع التأكيد قياسا على العطف على ضمير المفاعل إذا أكدوا الجامع بينهما شد الاتصال بما يتصلان به وذهب سيبويه إلى العطف. (أشباه السيوطي).