(قائما زيد الدار) ولا (قائما في الدار زيد) اتفاقا.
ويحتمل (١) أن يكون معناه (٢) أن الحال وأن كان مشابها للظروف لما فيه من معنى الظرفية ، إلا أن الظرف يتقدم على عامله المعنوي ، لنوسعهم (٣) في الظروف.
والحال لا يتقدم عليه ، هذا إذا لم يكن الظرف داخلا في العامل المعنوي.
أما إذا جعلته داخلا في العامل المعنوي ـ كما هو الظاهر من كلامهم ـ فالمراد (٤) هو الاحتمال (٥) الثاني لا غير.
(و) (٦) كما لا تتقدم الحال على العامل المعنوي ، كذلك لا تتقدم (على) ذي الحال (المجرور) سواء كان مجرورا بالإضافة (٧) أو بحرف الجر ، فإن كان مجرورا
__________________
(١) عطف على قوله : (إن الحال لا يتقدم على العامل المعنوي اتفاقا) (لباب).
(٢) فعلى هذا الاحتمال قوله : (بخلاف الظرف يكون متعلقا بضمير متقدم والكل تعسف (ع ص).
(٣) لأنك تقول : كل يوم لك درهم ، ولا تقول : قائما لك درهم (لباب).
(٤) قوله : (فالمراد هو الاحتمال الثاني لا غير) ؛ لأن اللائق حينئذ استثناؤه عن العامل المعنوي لا أن يبين المخالفة بقوله : (بخلاف الظرف (م).
(٥) قوله : (الاحتمال الثاني) وذلك أن قوله : (بخلاف الظرف) يدل على أن الحكم في الظرف مخالف للحكم السابق المفهوم من قوله : (لا يتقدم على العامل المعنوي) ؛ لأن المفهوم من السابق الأشياء من الحال لا يتقدم على عامله المعنوي مطلقا ظرفا كان أو غيره ومن أخص يفهم أن الحال قد يتقدم على عامله المعنوي الذي هو الظرف فلزم التناقض ولو قال : (إلا الظرف) لصح الكلام ، ويحتمل قوله : (بخلاف الظرف) عليه مساغ إلا أن فيه خلافا لفظيا لكن الأمر فيه سهل (طاشكندي).
ـ وهو أن الظرف يقدم على العامل المعنوي أي : في الجملة يعني إذا كان العامل المعنوي ظرفا أو شبهه فإنه إذا لم يكن كذلك لم يجز تقديم الظرف عليه (لاري).
ـ فيكون حاصل كلام المصنف أن الحال لا يتقدم على العامل المعنوي بخلاف الظرف يعني أن الظرف يتقدم على عامله المعنوي فيكون قوله : (بخلاف الظرف) متعلقا على الضمير الذي لا تتقدم وهو راجع إلى الحال (جادوب).
(٦) ولما فرغ من بيان تقديم الحال على عامله وعدم تقدمه عليه إجمالا وتفصيلا شرع في بيان تقدم الحال على صاحبه وعدم تقدمه عليه فقال : وكما .. اه (توقادي).
ـ عطف على قوله : (على العامل المعنوي) ولا زائدة لتأكيد النفي مثل قوله تعالى : (وَلَا الضَّالِّينَ)[الفاتحة : ٧] (هندي).
(٧) استثني منه ما إذا كان المضاف جزء المضاف إليه ، أو جاز قيام المضاف إليه مقامه فإنه ـ