زيد قائما) (١) مثال للمعنوي ؛ لأن مفعولية (زيد) ليست باعتبار لفظ هذا الكلام ومنطوقه بل (٢) باعتبار معنى الإشارة ، أو التنبيه المفهومين من لفظ (هذا) ولا شك (٣) أنهما ليسا مما يقصد المتكلم الإخبار بهما عن نفسه حتى يقدر في نظم الكلام (أشير أو أنبه) ويصير (زيد) به مفعولا لفظيا ، بل مفعوليته إنما هي باعتبار معنى (أشير أو أنّبه) الخارج عن منطوق الكلام المعتبر لصحة وقوع (القائم) ، حالا.
فهي معنوية لا لفظية.
(وعاملها) (٤) أي : عامل الحال ، (إما الفعل) (٥) الملفوظ أو المقدر نحو : (ضربت زيدا قائما) و (وزيد في الدار قائما) إن كان الظرف مقدرا بالفعل.
(أو شبهة) (٦) ...
__________________
(١) فإن قائما حال من الضمير المحذوف المقدر العائد إلى زيد ؛ لأن تقديره : أنبه عليه قائما ، أو أشير إليه قائما، هذا هو التحقيق الذي اختاره صاحب الغجدواني متمسكا بقول صاحب الكشاف وهو أنه قال : سئلت بمكة شرفها الله تعالى عن ناصب الحال في (هذا بَعْلِي شَيْخاً)[هود : ٧٢] فقلت : ما في حرف التنبيه أو في اسم الإشارة من معنى الفعل ، فقيل لي : أما استقرّ من أصولهم أن العامل في الحال وصاحبها يجب أن يكون واحدا ، وقد اختلف هاهنا ففي الحال ما ذكرتم ، وفي صاحبها معنى الابتداء ، فقلت : تحقيق الكلام فيه أن التقدير : هذا بعلي : أنبه عليه وأشير إليه شيخا ، وعلى هذا تجد العامل. فاستحسن الجواب (عافية شرح الكافية).
(٢) قوله : (بل باعتبار معنى الإشارة أو التنبيه) الأول أولى ؛ لأن زيدا مشار إليه لا منبه عليه فإن المنبه عليه حقيقة هو هذا زيد مع تقارب الاسم والفعل (عب).
(٣) كأنه قيل : لا يجوز أن يكون معنى قوله : هذا زيد قائما : أشير زيدا قائما ، ويكون مفعولية زيد باعتبار هذا الكلام ومنطوقه ، فأجاب بقوله : ولا شك. تأمل.
(٤) قال : (وعاملها اه) فصل العامل هنا لتحقيق لفظية الفاعل والمفعول ومعنويتهما وليكون توطئة لامتناع تقديم الحال على العامل المعنوي ، وجواز تقديمها على اللفظي المفهوم من تخصيص الامتناع به وكأنه أراد أن لا يفصل بين مباحث التقديم وإلا لكان المناسب أن يذكر ما هو توطئة له عقيب ذلك التفصيل (لاري).
(٥) لأنّه الأصل في العمل ؛ لأن الفعل متصرف يعني : ينصرف إلى الماضي والمستقبل إلى غير ذلك من المتصرفات (محمد).
(٦) شبه الفعل أو معنى الفعل كالمسكين والفقير ، وقد قال الشافعي رحمهالله فيهما : إذا اجتمعا في الذكر افترقا وإذا افترقا في الذكر اجتمعا بأن يذكر المسكين وحده أو الفقير وحده ـ