سبب آخر كما في (أسود) و (أرقم) ، فإن قلت : التضاد إنما هو بين الوصفية المحققة والعلمية لا بين الوصفية الأصلية الزائلة والعلمية ، فلو اعتبرت الوصفية الأصلية والعلمية في منع صرف مثل : (حاتم) لا يلزم اجتماع المتضادين. قلنا : تقدير أحد الضدين بعد زواله مع ضد آخر في حكم واحد ، وإن لم يكن من قبيل اجتماع التضادين لكنه شبيه به (١) ، فاعتبارهما معا غير مستحسن.
(وجميع الباب) (٢) أي : باب غير المنصرف (باللام) (٣) أي : بدخول لام التعريف عليه (أو الإضافة)
أي : إضافته إلى غيره (ينجرّ) أي : يصير مجرورا (بالكسر) ، أي : بصورة (٤) الكسر لفظا أو تقديرا ، وإنما لم يكتف (٥) بقوله : (ينجرّ) لأن الانجرار قد يكون بالفتح ، ولا
__________________
(١) قوله : (لكنه شبيه ... إلخ) لا يخفى عليك أن سوق الدليل قبل إيراد السؤال بقوله : (فإن قلت) : وجوبه أن للزوم أي : اعتبار متضادين في حكم واحد باطل ، وينقض جوابه أن اعتبار الوصفية حال العلمية غير مستحسن. (بخاري).
(٢) أي : جميع عنوان أفراد هذا الباب وهو غير منصرف ، وإنما صرح الشارح بباب غير المنصرف ؛ لئلا يتوهم أن المراد باب ما فيه علمية مؤثرة. (عصمت).
(٣) قوله : (باللام وبالكسر) كلاهما متعلق ب : ينجر ، الباء الأول للسبية ، والثاني للمصاحبة ، إن كلا منهما بمعنى واحد ؛ لامتناع تعلق حرفيته يكون بمعنى واحد بدون تحلل عاطفه لا بعامل واحد. (سعد الله).
(٤) إما إشارة إلى حذف المضاف وإلى التجوز ، حيث أراد بالكسر صورة بطريق الاستعارة ؛ لأن الكسرة بلا تاء من ألقاب البناء عند العربيين ، ولو قال : بالكسرة بالتاء لا يحتاج إلى ارتكاب الحذف والتجوز هذا. (مصطفى حلبي).
(٥) قوله : (وإنما لم يكتف ... إلخ) جواب سؤال مقدر ، وهو أن يقال : لا فائدة للتقييد بقوله : (بالكسر) ولم يكتف بقوله : (ينجر) ، أو بقوله : (ينكسر) ، وتقرير الجواب أن هذا القيد مناط الفائدة ؛ لأن غير المنصرف بغير اللام لا ينجر بالفتحة ، كما كان منجرا بها قبل دخولهما ، وإن الكسر من ألقاب البناء ، فكيف ينكسر غير المنصرف به (وجيه الدين).
ـ قوله : (أي : بصورة الكسر) فرقوا بين الكسر بلا تاء ، وبين الكسر مع التاء ، فجعلوا الكسر بلا تاء من ألقاب البناء ، وعمموا الكسرة مع التاء في الحركة الإعرابية والبنائية ، فالمناسب بهذا أن يقول المصنف : ينجر بالكسرة مع التاء ، فأصلحه الشارح بقوله : (أي : بصورة الكسر).(عصمت).